-
/ عربي / USD
تشكل هذه الدراسة حلقة ثانية من حلقات (المنهج في فهم الإسلام)، وهي تعني بالكشف عن طبيعة نمط التفكير الدائر في أروقة النظام الوجودي بكلا شقيه الفلسفي والعرفاني، كما تعني بخصوص موقف هذا النظام وفهمه لإشكاليات القضايا الدينية. ذلك أنه في حلقة (مدخل إلى فهم الإسلام)، تمت تغطية عدة جوانب تخص الأصل المعرفي المولد لهذا التفكير، ومن ذلك البحث في النشأة التاريخية وتطوراتها، والدور الذي لعبه في العلاقة التي تربط شقي النظام، ومن ثم علاقته بالطرق المعرفية المتبعة. أما الآن فإن هذا البحث يدور حول الرؤية الوجودية وما يترتب عليها من فهم الإشكاليات الدينية. وتشكل المسألة الأخيرة غاية هذا البحث، وكان لا بد من التمهيد لها عبر المسألة الأولى، وذل باعتبار أن الفهم لدى النظام الوجودي يتأسس وفق ما عليه تلك الرؤية، وملاهما يدينان إلى الدور الذي يعلبه الأصل المولد في هذا النظام.
فالكتاب -إذن- مقسم إلى جزئين أحدهما ممهد للآخر. الأول تضمن البحث في مجمل ما تتضمنه الرؤية الوجودية في الحضارة الإسلامية، وهو ينقسم إلى ثلاثة فصول تتعلق بالكشف عن روابط العلاقة بين كل من الوجود والإدراك والتنزيل. أو يمكن القول إنها تعالج المسائل التي تخص علاقة الذات الإلهية بغيرها. في حين يتضمن الجزء الثاني البحث في إشكاليات الفهم الديني، وينقسم إلى قسمين وعدد من الفصول المختلفة، حيث تناول القسم الأول موقف النظام الوجودي من الإشكاليات المتعلقة بالأصول الدينية. أما القسم الآخر فخصص لبحث طرق ومناهج الفهم الوجودي للنص الديني.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد