-
/ عربي / USD
الكلام عن الأزمة الفكرية ومناهج التغيير هو استمرار للهم الإسلامي العام في فهم التحديات وتوفير عوامل النهضة.. إنه مواجهة مع الذات وموقف مع الغير.. ... إنه لحظة الحقيقة.. حقيقة الداخل، أي ذاواتنا وماهياتنا وما استقر عليه فكرنا من معتقدات وما تجري في عروقنا من دماء.. وحقيقة الخارج، أي محيطنا والمناخات التي تصنع الإرادات والتعاملات وتصوغ مناهج الحياة مما يعود سلباً أو إيجاباً علينا وعلى غيرنا. ما هي حقيقة مناهجنا ومناهج الآخرين.. أين نقف؟ ماذا نريد لنا ولغيرنا؟ وأين يقف الآخرون؟ وماذا يريدون منّا؟ هل نحن جزء من كل؟ أم نحن كل يقف بجانب حالات كلية متكاملة؟ لماذا هذا التأخر في صفوفنا؟ لماذا يستولي علينا الجوع والمرض والتأخر والذّل؟ لماذا فقدنا المبادرة وأصبحنا مجرّد صدى لغيرنا؟ لماذا نتّهم بالعدوان في حين أن كل ما يجري لنا هو عدوان علينا؟ هل هناك أزمة خاصة تتعلق بنا؟ أم أننا نعيش أزمة عامة نحن جزء منها؟ أما أنها أزمة عابرة يجب أن نعرف كيف ننأى بأنفسنا عنها؟
عندما تطرح أمة هذه الأسئلة على نفسها.. فذلك يعني أن هذه الأمة تمر بأزمة خانقة؟ وعندما تبلغ التساؤلات هذه الأبعاد فان ذلك يعني أننا لم نشخص بعد أبعاد الأزمة ولا علاجاتها او على الاقل اننا لم نتفق على ذلك كله، او اننا لم نوفر الزخم المطلوب لتجاوز هذه الاوضاع المأساوية، وهو شرط رئيسي للنجاح او للاطمئنان باننا سائرون في طريقه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد