حاول مؤلف هذا الكتاب أن يقدم للقارئ الكريم مشروعاً مفصلاً إلى حد ما لبرنامج علاجي يستهدف تعديل السلوك الإنساني وتحسينه في ضوء نسق متكامل من القيم ... العبادية لدى المشرع التربوي الإسلامي. وهي قيم تشكل في مجموعها –كما سيرى القارئ- نموذجاً لبرنامج تربوي وعلاجي قائم على...
حاول مؤلف هذا الكتاب أن يقدم للقارئ الكريم مشروعاً مفصلاً إلى حد ما لبرنامج علاجي يستهدف تعديل السلوك الإنساني وتحسينه في ضوء نسق متكامل من القيم ... العبادية لدى المشرع التربوي الإسلامي. وهي قيم تشكل في مجموعها –كما سيرى القارئ- نموذجاً لبرنامج تربوي وعلاجي قائم على استبدال عادات السلوك غير السوي بعادات سلوكية سوية من المنظور العبادي للمشروع الإسلامي. ويسمي المؤلف طريقته ببرنامج المعالجة السيكولوجية بالأضداد.
ويعترف الكاتب –بادئ ذي بدء- بأن مشروعه في هذا الكتاب هو مجرد جهد بشري استثمر مجموعة من النسق القيمي العبادي في صياغة برنامج لتعديل سلوك الذات ومساعدتها على التخلص من عيوبها بطريقة الأضداد، وقد تمكن الباحث من تنظيم هذه المجموعة القيم وتنسيقها وتحريكها فيما يراه مساراً صحيحاً، وذلك بغرض مساعدة القارئ الكريم –وبقدر وعيه الخاص- على التفاعل الحيوي مع هذا النسق القمي العبادي.
ومع أن فكرة هذا الكتاب متجذرة في الكتابة التربوية والأخلاقية عند علماء التربية والأخلاق المسلمين في عصور متقدمة على عصرنا إلا أن المؤلف وجد المنظومة المعرفية والقيمية لهذه الطريقة مبعثرة ومتناثرة -هنا وهناك- في مصادر عديدة فحاول تيسيراً للقارئ المسلم المعاصر خاصة الناشئة تغطية جوانب من طريقة المعالجة بالأضداد ودراستها على نحو مفصل مترابط، وصياغة نسقها المعرفي ليكون الكتاب أكلمه خدمة إنسانية تسهم في حل إشكالية الإنسان في زمن صعب.
ويأمل الكاتب أن يكون بحثه تأسيساً لمزيد من الكتابات التربوية والسيكولوجية المعاصرة عند الباحثين من أبناء هذه الأمة المنكوبة، وأن تساعد دراسته على تكوين وعي معرفي وقيمي يحمل الذات المسلمة المعاصرة على تجاوز محنتها ويقلل من أزمتها في هذا العصر الملغوم بالتوتر والتأزم والاضطهاد الإستكباري الذي يطال المستضعفين في الأرض، ويسبب لهم محنتهم الروحية والأخلاقية، ويعمق سطوة الأمراض السلوكية والنفسية في ذواتهم.