-
/ عربي / USD
إنّ لشخصية الرسول الأعظم، عليه الصلاة والسلام، الأثر الأول في هداية الخلق إلى الحقّ. وقد تجسّدت كملات الكُمّل، وأخلاق العظماء، ونبوءات الأنبياء، ونبوغات النابغين، في هذه الشخصية العملاقة، فكانت تحقيقاً لإنسانية الإنسانية، وتجلية للحقّ والكمال والغايات التي تراد من الإنسان في حياة الأرض. هذه الشخصية العظيمة صانعة الأمم وبانية الحضارات، هذا الإنسان العملاق وهذا النبي العبقري، داعيةُ الخير والحق والكمال، طريق كل كمال ومعلم كل فضيلة وملهم كل حقيقة؛ تداخلت في حياته وشخصيته مظاهر النضج والكمال والتربية والترشيد، فلسيرته وأخلاقه وتاريخ جهاده ومعالم نبوته ومعجزاته وخصائصه، الدور الأول في بناء الإنسان وترشيده وتوجيهه للخير وربطه بالسماء، فهو واسطة السماء بالأرض وطريق الوحي إلى البشرية، ففي معرفته والوقوف على جوانب عظمته ومظاهر كمالاته، تبصير للإنسانية بعد شرود، وربط بها بالحقائق العليا بعد ضياع، وتربية لها وبناء على الأسس الصالحة والمتماسكة، وتوجيه في الدرب المستقيم بعد انحراف واعوجاج.
وقد تناولتها أقلام العلماء عبر العصور والأجيال، وكتبوا المجلدات والأسفار، وجمعوا كل ما طاب لهم أن يجمعوه، مما له تعلّق بهذه الشخصية الفذّة الشامخة. إلا أنّ الكثير من الذين كتبوا في شمائل النبي وفضائله ومعجزاته، لم يتحروا في كتاباتهم ولم يشاؤوا أن تنضبط كتاباتهم بالدقة والقواعد المقررة، وأقفرت مؤلفاتهم من التحقيق والوقي بخطورة الموضوع ومتطلباته.
كل ذلك يدعو إلى مراجعة كتب السيرة والخصائص والشمائل، وصياغتها صياغة صحيحة موثوقة لتنقية هذا الركن المهم والخطير وتجليته وتوفيره للإنسانية في أسلوب علمي يتفق والمنهج في التأريخ والتوثيق.
لذلك جاءت هذه الدراسة لكتاب (الخصائص الكبرى) للسيوطي، حيث عمد المحقق على تحقيقه تحقيقاً يعتمد قواعد المحدثين ويلتزم الصحة والثابت من الروايات. والخصائص الكبرى موسوعة ضخمة في موضوع الخصائص والفضائل، هي نتاج جهود كثير من المؤلفين السابقين لزمن السيوطي، ونقده وتمييز صحيحه من الضعيف او الموضوع أو المنكر، يوفر كثيراً من الجهود يقرب الطريق.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد