ان العلو في المسند مطلب عزيز المنال، شريف الخصال، فهو قرب الى خير العباد صلّى الله عليه وسلم، بل هو قربة الى الله عزّ وجلّ. قال الإمام أحمد بن حنب... ل:"طلب اسناد العلوّ من السنة، وسئل عن الرجل يطلب الاسناد العالي، قال: "طلب الاسناد العالي سنة عمّن سلف، لأن أصحاب عبد الله كانوا...
ان العلو في المسند مطلب عزيز المنال، شريف الخصال، فهو قرب الى خير العباد صلّى الله عليه وسلم، بل هو قربة الى الله عزّ وجلّ. قال الإمام أحمد بن حنب... ل:"طلب اسناد العلوّ من السنة، وسئل عن الرجل يطلب الاسناد العالي، قال: "طلب الاسناد العالي سنة عمّن سلف، لأن أصحاب عبد الله كانوا يرحلون من الكوفة الى المدينة يتعلمون من عمر ويسمعون منه. ولذا أجمع أهل النقل على طلبهم له، ومدحهم إياه، وما ذاك إلا لأنه أقرب الى الصحة وقلة الخطأ، فمن علوّ الهة ونبل القدر، وجزالة الرأي طلب هذا الشأن ولا شك أن أفضل القرون هي القرون الثلاثة الأولى كما جاء من النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن هذا:"الحديث الثلاثي". وهو ما كان بين المخرّج وبين النبي صلّى الله عليه وسلّم ثلاثة رواة: صحابي، وتابعي، وتابع تابعي، فيجتمع في الاسناد من أفراد الثلاثة القرون المفصّلة في الأخبار الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وذكر الحافظ المؤرخ شمس الدين السماوي ما وقع له ولشيوخه من الأسانيد العالية الى أن وصل الرباعيات، ثم قال:"وأما الثلاثيات ففي "مسند إمامنا الشافعي" وغيره من حديثه منها حجلة، وكذا الكثير في مسند الإمام أحمد، وما ينيف على عشرين حديثاً في صحيح البخاري". وقد اعتنى علماء الحنابلة بثلاثيات هذا المسند فعمد المحدث الشيخ اسماعيل بن عمر المقدسي المتوفي سنة 613ه الى تخريجها وجمعها، الا أن المنية وافته دون اتمامها فأتمها رفيقه في الطلب الإمام الحافظ ضياء الدين المقدسي، وهي تربو على الثلاثمائة حديث من "مسند الإمام أحمد". وقد شرح هذه الثلاثيات شرحاً وافياً العلامة الشيخ محمد بن أحمد السّفاريين وهو من علماء الحنابلة. ونظراً لأهمية هذه الثلاثيات كان العمل على تحقيقها واخراجها في هذه الحلّة المعاصرة. وقد ساير المحقق في الترتيب نسخة الشرح، وذلك لأن الثلاثيات الأصلية كان يحصل في بعضها التقديم والتأخير قليلاً، وتفريق مسند الصحابي من موضع لآخر، كما حصل أيضاً فيها التكرار؛ والفائدة في ذلك هو تعدد شيوخ الإمام أحمد وأحياناً من بعدهم. وأما بالنسبة لزيادات الضياء المقدسي فإن بدايتها كانت من بعد الحديث (255) وقد بنه المحقق عليه في الحاشية. ثم انه في التعليق قام المحقق بالإعتناء بالفرد الى "المسند"؛ مع الحكم على السند، إلا إذا كان الحديث في أحد الصحيحين، فان العزو اليها معلم بالصحة.