في هذا الكتاب نقرأ الأربعين حديثاً التي جمعها علماء المسلمين في أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) ويستندون في عملهم هذا إلى أحاديث تُروى في فضل من حفظ أربعين حديثاً جاؤوا بها من باب الترغيب بالفضائل.

وممن ألفوا في هذا المجال الشيخ العلامة علي القاري الهروي المتوفي سنة 1014ه حيث جمع أربعين حديثاً من جوامع كلمه (صلى الله عليه وسلم)، يسيرة المباني كثيرة المعاني، كقوله (صلى الله عليه وسلم): "الأيمن فالأيمن" ، "العارية مؤداة" ، "النار جُبار" وغير ذلك من الأحاديث التي هي على هذا النحو، والتي تضمنت أحكاماً فقهية وآداباً شرعية. ولكن الملاحظ أن علي القاري ذكر في هذه الأربعين بعض الأحاديث الضعيفة وحتى الموضوعة ممّا كان ينبغي أن تنزه عنها. ثم جاء من بعده العلاّمة محمد حياة السندسي المدني المتوفي سنة 1162ه، فألحق هذه الأربعين بشرح لطيف جلى عباراتها ووضّح معانيها معتمداً على مخطوطة من محفوظات المكتبة الوطنية بالجزائر تحت رقم (532) وهي تحتوي على جلّ رسائل الشيخ محمد حياة السندسي، وهذا الكتاب يحتوي الرسالة التي تبدأ من الورقة 142 وتنتهي بالورقة 147، سوف نجد نماذج من صور هذه المخطوطة في كتابنا هذا وهي مخطوطة نادرة نسخت في حياة المؤلف على نسخة قوبلت من نسخة المؤلف على يد الحاج مصطفى بن عبد الله سنة 1158ه في الجزائر.

وهذه الأحاديث الأربعين هي 1- الأيمن فالأيمن، 2- الإيمان يمان، 3- أُخبر تقلِهْ، 4- أرحامكم أرحامكم، 5- اشفعوا تؤجروا، 6- أعلنوا النكاح، 7- أكرموا الخُبز، 8- إلزم بيتك، 9- تهادوا تحابوا، 10- الحرب خدعة، 11- الحمى شهادة، 12- الدين النصيحة، 13- سددوا وقاربوا، (...) إلى آخر ذلك من الأحاديث الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتي جاءت من جمع العلامة القاري وشرحاً لطيفاً من العلامة محمد حياة السندي المدني وهي موضحة وموثقة بالمراجع الهامة الواردة عن إبن ماجة وإبن داوود السيوطي وإبن عساكر وكثيرون غيرهم. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أهميتها وصدقيتها ووجوب الإطلاع عليها للتفقه في الدين وما ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ابتغاء العمل بما أمر الله سبحانه وتعالى ...