يضم هذا الكتاب نماذج من كتابات العلامة محمد أنورشاه الكشميري (1292هـ- 1353هـ) وتمثل نبذة من تحقيقاته، يتجلى فيها محدثاً فقهياً ومتكلماً.

ما يم... يز الإمام الكشميري هو وضعه لمنهج بديع في تدريس كتب الحديث محاولاً التنسيق والتطبيق بين علوم القرآن الحديث، وبين علوم الفقه ومباحث الكلام إضافة إلى علوم اللغة والبلاغة، فكان محدثاً نافذاً، ومفسراً بصيراً، وفقهياً جهبذاً. لأجل ذلك وقع الإختيار على ثلاث رسائل من مجموعته اعتنى بها وطرح أحاديثها الأستاذ طمحمد رحمة الله حافظ الندوي إيماناً منه بضرورة إحياء هذا التراث العلمي الرائع وتعريف القارئ المسلم بمآثر العلامة الكشميري وأهميتها في خدمة دين الإسلام. وهي: 1- فصل الخطاب في مسألة أم الكتاب. 2- كشف الستر عن صلاة الوتر. 30 إكفار الملحدين في ضروريات الدين. ومما لا شك فيه أن هذه الرسائل الثلاث التي يحتويها كتابنا هذا تشمل موضوعات هامة من مسائل الفقه الإسلامي، وتحمل في طياتها علوماً نافعة وفوائد جمة، وتحقيقات ثمينة، وتحليلاً موضوعياً لكل جانب من جوانب القضية، فقد كان الكشميري لا مثيل له في عمق تفكيره وسعة أفقه وبراعة آرائه في عديد من قضايا الفكر والعقيدة والمعارف الفلسفية، وكان يخاطب في هذه الرسائل العلماء الكبار ذوي الفضل الكبير في علومهم ومعارفهم. وكان له تحقيق خاص به في مسألة أو حل مشكل خلاف ما ذهب إليه الجمهور، فله تحقيقات لم تسمعها الآذان، ...كحقيقة التجلَي، ومسألة المعية الدهرية، والسبقة الدهرية، والمعية السرمدية الأزليةـ وكيفية إفاضة الوجود من الباري سبحانه على المقدورات الأزلية، وحقيقة عالم المثال، ونحو هذا من مشكلات العلوم ومعضلات الفنون العويصة وقد اجتمعت عنده في تذكرته ذخائر ونفائس زاخرة في كثير من المعضلات العلمية، وألف رسائل في بعض مهمات الحديث الشريف من المسائل الخلافية بين المذاهب (...).

هذا وقد اعتمد المحقق في إخراجه لهذا الكتاب على (249) مصدراً تعد من أمهات الكتب الموثوقة في تحقيق كتب الفقه والحديث... ومسك الختام ما قاله عنه المحدث علي الحنبلي المصري: ما رأيت عالماً مثل الشيخ أنور الذي يستطيع أن ينقد على نظريات الحافظ ابن تيمية والحافظ ابن حجر وابن حزم والشوكاني، ويحاكم بينهم ويؤدي حق البحث والتحقيق مع رعاية جلالة قدرهم.