-
/ عربي / USD
إن عدو الله إبليس، ما برح يسعى في إغواء العباد وإضلالهم عن طريق الحق وجادة الصواب، فبث سراياه وأعوانه من الجن والإنس ليزينوا الباطل في أعين الناس،... ويوقعوهم في حرمات الله.
وقد حذرنا الله -وهو الؤوف بعباده- من الإنقياد لوساوس الشيطان. وفي القرآن الكريم من هذا التحذير كثير، ومن هذا الأبواب التي فتحها الشيطان على مصراعيها للتليس على العباد باب تتبع رخص الفقهاء وزلاتهم، وخدع بذلك الكثيرين من جهلة المسلمين، فانتهكت المحرمات، وتركت الواجبات تعلقاً بقول زيف وتمسكاً برخصة كالطيف!
فإذا ما نصحوا بالدليل الراجح، وطولبوا بحجج الشرع الواضح تنصلوا من ذلك بحجة واهية، وهي أن من أفتاهم هو المسؤول عن ذلك وليسوا بمسؤولين، فقد قلدوه والعهدة عليه إن أصاب أو أخطأ، معتقدين أن قول فلان من الناس يصلح حجة لهم يوم القيامة بين يدي الملك الديان.
وأشاع الشيطان بين هؤلاء السفهاء مقولة غرارة، وهي: (ضعها في رأس عالم واخرج منها سالماً) وما هو بسالم! فإذا نزلت بأحدهم نازلة ذهب إلى بعض المتساهلين في الافتاء ليبحث له عن مخرج من ورطته هذه، فينقب له -رقيق الدين هذا- في بطون الكتب، ويغوص له في زويات الأسفار بحثاً عن قائل برخصة فيفتيه بذلك طمعاً بنفع دنيوي زائل.
ولما كان الأمر كما قصصه عليك، والخبر كما سقناه إليك، رأى أن يكتب هذه الرسالة مبيناً فيها الأدلة الشرعية على بطلان هذا المسلك، ومعتمداً على أقوال أهل العلم الصريحة في ذم هذا المسلك وتحريمه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد