"إننا نتعرف بكتب المشيخات عموماً على تسلسل الشيوخ الأعلام جيلاً بعد جيل، ونطّلع على الكتب التي اهتموا بها دون غيرها والمناهج التي التزموها، كما أننا نحفظ بها أسماء علماء الأمة الذين رفعوا راية العلم منارة هداية، وقدّموا جهودهم العظيمة على طريق العلم، بالإضافة إلى كونها وثائق مهمة عن العصر الذي أُلِّفت فيه يُستفاد منها في كثير من المناحي العلمية.
اما بالنسبة لصاحب المشيخة نفسه، فهي نوع من التوثيق الشخصي يفتخر به ويحرص عليه، إنها بمثابة شهادة موثقة على علمه وطول باعه في الأخذ والتلقي؛ تشبه الشهادات العلمية التي يحصل عليها العالم المختص اليوم من سائر جامعات العالم العريقة المشهورة.
هذا ولم ينقطع التأليف في المشيخات خصوصاً عند علماء الحديث..." إلخ.
بهذه العبارات الجامعة النافعة وَصَفَ كتبَ المشيخات والأثبات شيخُنا العلاَّمة الجليل محمد مطيع بن محمد واصل دبس وزيت الشهير بالحاف؟ حفظه الله تعالى".
هذا الشيخ الجليل الذي يصح أن يُتمثل فيه ما تمثل الحافظُ المؤرخ ابنُ كثير ببلديه الحافظِ المؤرخ عَلَم الدين القاسم بن محمد البِرْزالي الدمشقي.
وقد قسم هذا الكتاب إلى سبعة فصول، تناول حياة الشيخ الفاضل، الفصل الأول: "في ترجمته"، الفصل الثاني: "في تراجم كبار شيوخه"، والفصل الثالث: "في مؤلفاته"، والفصل الرابع: "في روايته للمسلسلات"، والفصل الخامس: "في أسانيده للأصول الستة وما والاها من مصادر الحديث النبوي الشريف"، والفصل السادس: "في إتصالاته بأثبات كبار المسندين"، والفصل الرابع: "في المقروءات عليه وفضله ومحاسنه".