-
/ عربي / USD
ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﯿﻪ أن ﷲ ﻣﯿﺰ ھﺬه اﻷﻣﺔ اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ، وﺧﺼﮫﺎ ﻋﻦ اﻷﻣﻢ ﻗﺒﻠﮫﺎ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺰاﻳﺎ، ﻓﻜﺎن ﻣﻤﺎ اﺧﺘﺼﮫﺎ ﷲ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻹﺳﻨﺎد، ﻓﺘﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ أﺣﻮال ﻧﺒيها أﺧﺒﺎره وﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺴﻨﺪ اﻟﻤﺘﺼﻞ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻌﺪل ﻋﻦ اﻟﻌﺪل إﻟﯿﻪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻧﻘﻄﺎع، ﺣﻔﻈﺎً ﻣﻦ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ لهذا اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺨﺎﺗﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ واﻟﻀﯿﺎع.
وﻳﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻟﺜﺒﺖ اﻟﺼﻐﯿﺮ اﻟﺬي ﻳﻀﻢ أﺳﺎﻧﯿﺪ وﻣﺮوﻳﺎت اﻹﻣﺎم ﻗﻄﺐ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﮫﺮواﻟﻲ، ﻣﺆرخ ﻣﻜﺔ وﻣﻔﺘﯿﮫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻮر ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻹﺳﻨﺎد، وﻣﺜﺎﻻً ﺟﻠﯿﺎً ﻋﻠﻰ اھﺘﻤﺎﻣﮫﻢ ﺑﻪ. ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺤﻔﺔ طﺮﻳﻔﺔ ﻟﮫﺎ أھﻤﯿﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ وجهين: ﻣﻦ جهة كونها ﻣﺸﺘﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻧﯿﺪ وﺷﯿﻮخ النهروالي، وﻣﺮوﻳﺎﺗﻪ، وھﻮ اﻹﻣﺎم اﻟﻤﺴﻨﺪ اﻟﻤﻌﻤﺮ. وﻣﻦ جهة أنها ﺗﺘﻀﻤﻦ إﻓﺎدات ﺟﯿﺪة ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ وأعلامها، ﺳﻄﺮھﺎ أﺣﺪ ﻣﺆرﺧﯿﮫﺎ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪﻳﻦ. وﻳﻼﺣﻆ أن اﻟﻨﮫﺮواﻟﻲ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺜﺒﺖ أﺳﻨﺪ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﺮوﻳﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻄﺮﻳﻖ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﺴﺨﺎوي اﻟﺬي ﻳﺮوي ﻋﻨﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ واﻟﺪه ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ النهروالي اﻟﺬي درس ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺨﺎوي ﻋﺪة ﻛﺘﺐ، ﻣﻨﮫﺎ: "ﺻﺤﯿﺢ اﻟﺒﺨﺎري" و"ﺻﺤﯿﺢ ﻣﺴﻠﻢ"، و"اﻟﺸﻔﺎ" ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋﯿﺎض، وﺣﻀﺮ ﻋﻠﯿﻪ دروﺳﺎً، وﻛﺘﺐ ﻟﻪ اﻹﻣﺎم اﻟﺴﺨﺎوي إﺟﺎزة ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺪود ﺳﻨﺔ، ﻋﻠﻰ أﻓﺎده ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻣﻦ "اﻟﻀﻮء". ﻋﻠﯿﻪ ﺑﻤﺎ ﺗﯿﺴﺮ، ﻟﻌﻞ ﻓﻲ إﺧﺮاﺟﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻟﺒﻨﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻀﺎف ﻓﻲ ﺑﻨﺎء دﻋﺎﺋﻢ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷﺳﺎﻧﯿﺪ، وﺗﺤﺮﻳﺮ اﻹﺛﺒﺎت ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷوھﺎم واﻟﺸﻮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻘﺖ وﻣﻊ أھﻤﯿﺔ ھﺬا اﻟﺜﺒﺖ ﻓﻘﺪ ظﻞ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﻤﻔﻘﻮد. وﻟﺬا ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﺧﺪﻣﺘﻪ، وﻧﺸﺮه ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ اﻟﻌﺮب، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎم اﻟﻤﺨﻘﻖ اﻟﻔﺮﻳﺎطﻲ ﺑﺘﺤﻘﯿﻘﻪ، واﻟﺘﻌﻠﯿﻖ ﺑﮫﺎ، وﻛﺪرت ﺻﻔﻮھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻨﮫﺎ.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد