هذه الحاشية تقويم لكتاب "نيل المآرب" وأصله "دليل الطالب" وهو المتن الذي يعتمد علماء المذهب الحنبلي في كافة الديار، وخاصة في الديار الشامية وبعض ال... ديار السعودية، وسائر دول الخليج العربي، وإن كان يزاحمه في الديار السعودية كتاب "زاد المستقنع في اختصار المقنع" "مختصر المقنع"...
هذه الحاشية تقويم لكتاب "نيل المآرب" وأصله "دليل الطالب" وهو المتن الذي يعتمد علماء المذهب الحنبلي في كافة الديار، وخاصة في الديار الشامية وبعض ال... ديار السعودية، وسائر دول الخليج العربي، وإن كان يزاحمه في الديار السعودية كتاب "زاد المستقنع في اختصار المقنع" "مختصر المقنع" للحجاوي صاحب الامتناع. إلا أن دليل الطالب أيسر منه، وأوضح عبارة وأقل تعقيداً، ولذا كان أيسر على الطلبة. وقد زاده "نيل المآرب" وضوحاً وإفادة وزيادة.
وقد لفت الشيخ ابن بدران في مدخله الأنظار إلى أن هذا الشرح "غير تقديمه لكتاب "منار السبيل في شرح الدليل"، لفت الأنظار غلى أن "حاشية اللبدي" أكملت هذا النقص وأن "بها تحرر نيل المآرب" كما قال. وكانت هذه الكلمة شهادة لهذه الحاشية، وكان ذلك مما حفز المحقق للبحث عنا وللعمل على إخراجها لأهل العلم في هذه الطبعة التي بين أيدينا محققه ومبوبه ومفهرسة.
وبالرجوع غلى مضمون حاشية الشيخ عبد الغني اللبدي نجد أنها تتمتع بأهمية كبيرة وذلك لما تقدمه من مسائل الفقه التقليدية المتوارثة، ولما فيها من توضيح لمشكلاته، وتحرير لمطالبه، وتقييد لتعبيراته، وتصحيح للكثير من الأخطاء التي وقعت فيه، بل التي وقعت فيه، بل التي وقعت من متن دليل الطالب، أضافت إليه مسائل ذات أهمية. وكذلك لما فيها من استعراض لأوضاع وأعراف خاصة، كانت جارية في الديار النابلسية، وفي قراها خاصة، ولا يزال بعضها موجوداً، وكان الشيخ "عبد الغني" يطلع عليها، أو يسأل عنها، فينزل عليها ما وعاه من الأحكام الفقهية المستقرة لديه، بعد مراجعة كتب المذهب، أو يلحقها بنظائرها مما نص عليه العلماء، أو يستخرج حكمها الشرعي بثابت نظرة في الأدلة، وربما اشتبهت عليه، فيصور المشكلة، ويبين وجه الإشكال ويذكر أنه لم يتضح له أمره، ثم يقول "فليحرر أو فلينظر".