-
/ عربي / USD
لعله لا توجد كلمة أحلى من البشرى. ولعلك لن تقف على معنى أجمل من البشارة.
وقد تختلف البشارة ومدى وقعها في النفس من شخص إلى آخر، حسب طبائع الناس... واهتماماتهم، وحسب حاجاتهم وتوجهاتهم.
فهناك فارق بين أن يهتف لك ملك أو رئيس فيبشرك بمنصب أو جاه أو مال لا تتوقعه، وبين بشرى تلميذ يخبرك بنجاح أحد أقربائك..
لكن أليس كل هذا إلى زوال؟ أليس من ورائه محنة وحساب لا تدري مآله؟ وقد لا تصفو لك البشرى فيما يصاحبها -من بعد- من هموم الدنيا ونكدها.
أفأخبرك إذاً بأجمل وأروع وأصفى وأهنأ بشرى، لا تصاحبها شائبة، ولا يقارنها زوال، ولا تفارقها سعادة؟
إنها بشرى الحق سبحانه، بشارة منه عز شأنه وجلت قدرته. بشارة الله رب العالمين لعباده الأتقياء المؤمنين.
فكم يكون وزن هذه البشارة ما دامت من الخالق الحق، مقارنة بما ذكر من بشارات الآخرين؟!
لا شك أنها ستكون غالبة ونفيسة ومهمة، بل وفي غاية الأهمية فما هي؟
إنها بشارة من جنس ما يحلو للإنسان، ولا يتوقع أكبر ولا أفضل منها! إنها بشارة بالجنة، هذه التي يعمل المسلم ويدأب ليل ونهار للفوز بها، ولا يدري أيظفر بها أم يكب على وجهه في النار؟!
إنها بشرى لا تخص كل الناس، بل هي لطبقة معينة منهم، لمن آمن وعمل صالحاً. نعم، الإيمان الصادق العميق، والعمل الصالح الموافق للدين، الخالص لوجه رب العالمين.
فبشرى لك أيها المؤمن، وألف بشرى وبشرى للفوز بجنات تجري تحتها الأنهار، وفيها من الأطعمة والثمار ما لا عهد لك بها سوى أسمائها. ولك فيها من الأزواج المطهرات ما تؤنسك وتزيد من نعيمك، طاهرات من قذارة الدنيا ونجاساتها.
وما الذي يريح الإنسان أكثر من المسكن الطيب المريح، والمطعم الهنيء المريء، والزوجة الجميلة الموافقة؟
لا! إن من وراء هذا خيراً كثيراً، ما حلم إنسان أن يحصل عليه في الدنيا! إنه الخلود! الخلود مع الهناءة والسرور والمتعة والجمال!
عند ذلك تصفو لك الحياة، وتعلم أن ما أنت فيه ليس حلماً، ولا هو مؤقت كما في الدنيا، بل هو جائزة لك من الله. وإذا كنت ضيفاً في الدنيا ممتحناً في سلوكك، فأنت الآن صاحب ملك حقيقي واسع، جزاءً من الله لك على عملك الصالح، بدون امتحان ولا حساب، معزز مكرم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد