-
/ عربي / USD
إذا كان من فوائد تفسير كتاب الله العزيز التذكر والإعتبار والوقوف على هداية الله تعالى لعباده في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، فهذا هو تفس... ير نور الإيمان في تفسير القرآن الذي يبين هذه الفوائد، فهو سهل المأخذ، يستهوي القارئ حسن تعبيره، ويروقه سلامة التفكير، ينقل إليه ما يحتاجه المسلم المعاصر مع مقصد وخلو من الحشو. وأما مؤلفه فهو العلامة الجليل المفسر ذو المآثر الشيخ محمد بن مصطفى بن أبي العلاء المعري الحنفي الأزهري. ولد ببلدة المرج من محافظة القليوبية بمصر سنة1327هـ، ونشأ في أسرة لها مالها في العلوم الشرعية، فجد الشيخ كان من علماء الأزهر، كذلك والده الفذي درس بالأزهر وكان له معرفة بالعلوم الشرعية، وخاله هو العلامة الأديب علي بن داود بن إبراهيم المرجي الشافعي. حفظ الشيخ أبو العلاء على أستاذه الشيخ علي شاهين بملاحظة أبيه وخاله، الذي كان يجيد هو والشيخ علي شاهين القراءات السبع، وكان آية من آيات الله في سرعة الحفظ، فقد كان يبدأ بالتسميع بعد المطالعة الأولى مباشرة، ولذلك لم تطل مدة حفظه للقرآن الكرم، فإلتحق بالأزهر، وقد كان يفوق أقرانه مما جعله يتخطى دراسته الإبتدائية والثانوية بأقل من المدة المعروفة، ثم حصل على شهادة العالمية النظامية الأزهرية في سنة 1351 هـ. وفي سنة 1354 هـ حصل على شهادة التخصص القديم، وهي كبرى شهادات الأزهر، وكان أول فرقته. ولم يكن إتصاله بالعلم عن طريق الدراسة النظامية بالأزهر فقط، بل تعدى ذلك فكان خاله يدفعه إلى مجالس أكابر العلماء لينهل ويستفيد من علومهم. تدرج الشيخ أبو العلاء في المناصب الإدارية الأزهرية وكانت له تصانيف متعددة ولم يقتصر فقط على التفسير الذي هو بين يدي القارئ، كما قام بنشر العديد من كتب الإمام أبي حام الغزالي والمحب الطبري والذهبي والسيوطي والنبهاني، وكان الشيخ ذا تواضع فائق وذاكرة قوية، ولطول ممارسته للفقه، كان يستحضر المذاهب الأربعة، وكان معظماً للإمام أبي حامد الغزالي محباً له، فكثيراً ماكان يعتمد على إحياء علوم الدين في خطبه ومقالاته في مجلة منبر الإسلام ، إلى درجة كناه الناس بأبي حامد لفرط محبته له.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد