هذا كتاب يجمع فيه الإمام السيوطي مروياته بأهم الكتب المشهورة في كل فن، مرتبة ضمن مواضيعها كالحديث والفقه، والقراءات... وبأسانيده عن شيوخه إلى أصحابها، إقتداء بالعلماء قبله. وقد بلغت فيه مروياته من الكتب مائتي كتاب. ويذكر إلى جانب ذلك فيه رواياته بتصانيف مجملة لأئمة تتصل أسانيده بهم، بلغوا (82) عالماً. ويختم بذكر سلاسله بالفقه، ثم النحو، ثم أصول الدين والفقه، ثم التصوف (ليس الخرقة، والطرق، وتلقين الذكر).

وقد اختصر فهرسته الصغير "زاد المسير" هذا من فهرسته الكبير "إنشاب الكتب في أنساب الكتب" كما يذكر في مقدمته، لذلك لم يذكر فيه إلا مروياته بأشهر الكتب في كل فن.

ومن منهج السيوطي في الكتاب أنه يعقب -أحياناً- بعد ذكر سنده بالكتب، بفوائد وتعليقات وتعقيبات مفيدة من كلام الأئمة، أو كلامه هو تتعلق بهذا الكتاب.

ومن منهج السيوطي أيضاً اهتمامه ببيان القدر المسموع من الكتاب على الشيخ، إن كان كله أو بعضه. ومن منهجه فيه أيضاً أنه يذكر كيفية رواية الكتاب بدقة، إن كان قراءة، أو سماعاً، أو إجازة، أو قراءة لبعضه وإجازة لسائره، ويستخدم لذلك ألفاظ التحديث المصطلح عليها عند المحدثين كـ أخبرني، وأنبأني، وعن فلان.

القواعد الأخيرة لتحقيق المخطوطات الصادرة عن "المجمع العلمي العربي" الذي انعقد في بغداد، مطلع القرن الخامس عشر الهجري.

وهذه القواعد جمعت بين آراء مدرستين: (الأولى) مدرسة المحققين من العلماء المسلمين، ويمثلها المرحون العلامة عبد السلام هارون، (والثانية مدرسة المستشرقين وتلامذتهم من العرب المستغربين، وأخذت من كل مدرسة القواعد الأفضل التي تفيد التراث، وتخرجه بصورة علمية صحيحة.

وعمله في الكتاب يتلخص فيما يأتي: التقديم له، ثم انتساخ نصوصه من المخطوطات ومقابلتها، ثم التعليق عليه، ثم فهرسته.

أما مقدمة التحقيق فضمن: مقدمة في علم الإسناد، وترجمة الإمام السيوطي، وبيان قيمة هذا الكتاب ومنهج السيوطي في تأليفه، ومنهجه في تحقيقه ووصف النسخ الخطية، ثم ذكر سنده برواية هذا الكتاب إلى مؤلفه الإمام السيوطي.