-
/ عربي / USD
تعرفت على الشهيد السعيد "محمود رادمهر" في عام 2011، كنت أراه شابّاً نشيطاً في الفعاليات القتالية، والتخطيط والنشاطات العسكرية، كما كان شابّاً ذكيّاً، مستعدّاً مخلصاً، متواضعاً مُتقناً لعمله بشكل تام، اجتذب هذا الشاب إهتمامي، وكان الصمت يخيّم على قاعات الإجتماع عندما يبدأ محمود الكلام، حيث يصغي له الجميع بإنتباه.
وفي ساحات القتال، كان الضبّاط والمقاتلون ينظرون إلى محمود منتظرين سماع رأيه، حتى عندما كان بين أصدقائه كان الجميع ينظرون إليه ويرصدون حركاته، كنت أشعر بفرحة عامرة وأنا أرى بريق نجم هذا الشاب وهو يعمل ضمن الوحدة المسؤول عنها.
كنت قد اخترته ليلعب دوراً في مستقبل الفرقة، كنت قد عقدت أملاً كبيراً على مستقبله، كثيراً مّا اعتمدتُ على قدراته، وغمرني الفرح وأنا أرى تصرفاته وإخلاصه في العمل، كان إنساناً مخلصاً ومتواضعاً حقاً، وكان يسخّر جميع طاقاته وإمكانياته لخدمة الفرقة، كان في وسط الميدان دائماً، كان إنساناً سامياً ومهذّباً يمتلك على الصعيد الفردي والصعيد العملي إمكانيات مشهودة وأخرى كامنة كبيرة.
كثيراً مّا رأيته وهو يتهرب من الحصول على المناصب، عندما كنت أرى كيف يسعى البعض بكل جهده من أجل الحصول على بعض المناصب، ثم أرى محمود ومدى إبتعاده عن بهرج الدنيا ومتاعها، فإني أشعر بالخجل من نفسي، لا يمكنني أن أحسب المرات التي شعرت بها بالغبطة وأنا أرى هذا الرجل، كان مستعدّاً للعمل دائماً، ورغم ذلك كان يتهرب من الحصول على المناصب والعناوين الوظيفية، كان الأكثر عملاً والأكثر تهرّباً من المناصب.
لا أبالغ لو قلت إنّ إخلاصه في العمل كان فريداً من نوعه، كان يضع جميع إمكانياته تحت تصرف حرس الثورة الإسلاميّة، ويعمل بإخلاص، كان من الأوائل في جميع المجالات، كان من المتخصصين الذين يستطيعون أن يعيشوا حياة مرفهة بالإعتماد على خبرتهم وطاقاتهم؛ إلا أنه كان يسخّر جميع ما لديه لخدمة الثورة الإسلاميّة وحمايتها.
التحق بحرس الثورة الإسلامية بجدّ وبروح ثورية، وحافظ على إلتزامه تجاه هذه المنظمة الثوريّة، حتى آخر قطرة من دمه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد