الأبله إحدى روايات دوستويفسكي الأكثر تعقيداً، وذلك لأنها تعرض في الواقع أربعين شخصية تتمتع جميعها بعادات متميِّزة جدّاً.
إنَّ تشابك الدسائس في "الأبله" يؤدي إلى تقلّبات دائمة وغير متوقعة، وكتابة دوستويفسكي تنجح في جعل القارئ قلقاً في إنتظار تفاعل كل شخصية من الشخصيات.
وبالإضافة إلى عرض صورة صادقة عن "البورجوازية" الروسية لتلك الحقبة تعرض الرواية الصعوبات التي تواجه الحقيقة والصدق في الحلقات الإجتماعية.
والواقع أن الأمير "الأبله" قَلَب الأعراف لأنه كان يعبّر عن ذلك بكل وضوح وصدق وعفوية، وسيظهر معاصروه غاضبين ومفتونين بميزة الامير هذه، ولن يتأخر إضافة إلى ذلك عن تأجيج العواطف وإستجلاب الأعداء.
يقول فردريش نيتشه: "لقد اتفق لي عرضاً أن يكون دوستويفسكي هو الخبير النفساني الأوحد الذي أصبت عنده شيئاً أتعلّمه، وهو من أسعد قذفات الحظ التي صادفتني في حياتي... ووقوفي على مؤلفاته أسعد حتى من إكتشافي لــ "ستندال"، فهذا الرجل البعيد الغور أصاب الإصابة كلها في تقويمه للمجتمع الروسي بطبقاته كافة".