-
/ عربي / USD
بعد أن فرغتُ من الحديث عن طور المودة والحبّ الذي كان الإمام زين العابدين عليه السلام رائده في بناء الكتلة الشيعية بعد كربلاء، وصلتُ إلى الحديث عن طور العلم الذي سوف يدور حول الإمام محمد الباقر، وإذا استطعت أن أمشي بقدم عرجاء في رحاب الإمام زين العابدين، فقد وجدتني أقف مذهولاً لا أكاد أمشي أمام طور العلم الذي كان ربّانه الإمام الباقر.
فقد حاولت أن أجمع المادة النقلية أولاً ففوجئتُ بهذا الكمّ الهائل المتنوع، وبناء على نظريتي في أئمة أهل البيت بأنهم منظومة متكاملة لها هدف وطريقة وأن كل إمام منهم هو صاحب مرحلة ونمط ودور، وأن كل قول يقوله، أو فعل يفعله أو موقف يقفه، إنما هو لُبنة خاصة لها مكان خاصّ ودورٌ خاصّ في تلك المنظومة، فقد وقفتُ عاجزاً أمام الإحاطة بتراث الإمام الباقر ووضع كل قولٌ أو فعل موضعه..
وبلغ بي العجز حداً جعلني أفكّر بالتراجع عن تأليف كتاب عن الإمام الباقر عليه السلام فأنا أمام آلاف الروايات المتنوعة التي تحتاج كل واحدة منها أن أفكر جيداً في موضعها من إستراتيجية أهل البيت عليهم السلام في البناء السلوكي والديني والفكري والسياسي والتنظيمي لأمة عصر الظهور، التي عليها الإعتماد في يومٍ آتٍ عندما تخفق فوق رؤوسها راية الإمام المهدي الذي سوف يقيم دولة العدل الإلهية..
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد