يدور شعر "فتى الجبلط حول معظم أغراض الشعر. ففيه الغزل والسياسة والاجتماع والرثاء والمديح والهجاء والفخر والإخوانيات والتأمل في الحياة والموت. وقد خاض تجربة التجديد في أول حياته الشعرية وكان من روادها في جبل عامل، ثم عاد إلى القافية الواحدة والبحور الشائعة في الشعر القديم. ...
يدور شعر "فتى الجبلط حول معظم أغراض الشعر. ففيه الغزل والسياسة والاجتماع والرثاء والمديح والهجاء والفخر والإخوانيات والتأمل في الحياة والموت.
<... br>وقد خاض تجربة التجديد في أول حياته الشعرية وكان من روادها في جبل عامل، ثم عاد إلى القافية الواحدة والبحور الشائعة في الشعر القديم.
ولعل أبرز ميزة في شعر "فتى الجبل" استعادته لوظيفة الشاعر كما كانت في الجاهلية، فالشاعر الجاهلي كان شاعر قومه، الناطق باسمهم، المعبر عن همومهم وأحزانهم وأفراحهم، الداعي لقيمهم وأخلاقهم، المدافع عن حقوقهم المحذر من أخطائهم، ويتسع مفهوم القوم عند "فتى الجبل" حتى يشمل العرب والعروبة، بثورتهم في وجه العثمانيين والفرنسيين والإنكليز.
ويشترك "فتى الجبل" ومعظم الشعراء العامليين بميزة قد تكون خاصة بأبناء جبل عامل، وهي الملكة اللغوية الفطرية. فإنك تجد عند شعراء هذا الجبل، ولا سيما في جبل شاعرنا، ملكة شفهية للغة الفصحى.
في شعر "فتى الجبل" إلى جانب هاتين الميزتين، ما يأخذ بمجامع القلوب وينفذ إلى أعماق النفوس.
بدأ بدوي الجبل بنظم الشعر في سن مبكرة، وقد ضاع معظم شعر الصبا ولم أجد منه في مخطوطاته أثراً وما يجد القارئ في هذا الديوان من مقاطع ونتف من بواكير شعره، جمعتها من صدور الرجال الذين عاصروه، ومعظم ما حفظوه كان من العزل، أو من بعض أبواب مجلة العرفان المتنوعة.
كذلك فقد بدأ بالنشر مبكراً منذ سنة 1921 وكانت مجلة العرفان المنبر الأول للشعراء والأدباء العاملين. فما زال ينشر فيها شعره وكان يوقعه في الفترة الأولى "عبد الرؤوف محمود". ثم لقب بشاعر الشباب والشاعر الاجتماعي وانتهى بأن لقب نفسه "فتى الجبل". وغالباً ما كان يوقع "فتى الجبل" ويقرنه أحياناً بـ"عبد الرؤوف الأمين". ولما انتقل إلى دمشق اتسع مجال النشر أمامه في جرائدها ومجلاتها كمثل "ألف باء" و"القبس" إضافة إلى العرفان الصيداوية، والبرق والمعرض البيروتيتين. ثم بانتقاله إلى العراق، نشر في جريدة الهاتف البغدادية وبعودته إلى لبنان كانت له الصفحة الأولى من جريدة الحياة. وظل ينشر شعره فيها إلى ما بعد مقتل صاحبها شهيد الصحافة الأستاذ كامل مروة. ولم يتوقف عن النشر في مجلة العرفان طيلة حياته وبقي يخصها بقصائده حتى بعد وفاة الشيخ أحمد عارف الزين.
ويضم هذا الديوان كل ما نشره في ديوانيه "العواطف الثائرة" و"صقور قريس" وما استطعت الوصول إليه في المجلات والجرائد المذكورة أعلاه بالإضافة إلى جميع المخطوطات التي تركها: ما مجموعه 187 قصيدة ومقطعة هي ثمرة ما ينوف على الخمسين سنة من مكابدة الشعر.