-
/ عربي / USD
الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي ظاهرة من ظواهر القرن الذي عاش فيه. فقد شهد مرحلة تاريخية فريدة مرت على العالم الإسلامي، وكان أحد الأسماء اللامعة التي اشتركت في هندسة الأحداث وصياغتها، سواءً على الصعيد الديني، أم السياسي، أو الفكري، بقيت ظاهرة الإمام الشيرازي شاخصةً ممتدة طوال عقود، ولم تنتهِ برحيله. فقد أحدث موجاً اجتماعياً جارفاً لا يمكن أن ينضب معينه أو يجف، وكان الإمام الشيرازي مسكوناً بالفضائل لا يعرف الملل أو السأم. كان يعتقد أن أهدافه يمكن أن تتحقق على غرار أهداف فلاسفة الجمهورية المثالية عن طريق تربية المجتمع تربية ثقافية عالية يرتقي بها من إصلاح "باطن" الإنسان، إلى أن يضعه في مقام المسؤولية، التي وضعها الله سبحانه لبني البشر عامة، حينما عرض الأمانة عليهم.
لذا بدأ بمخاطبة أرواح الناس وعقولهم وإصلاحها على وفق المنهج المثالي الذي وضعه لنظريته وتوفير التطبيقات الثقافية اللازمة المشروعة الشامل. فاضطلع بوضع منظومة دينية نسجها بنفسه، وقدمها على شكل مؤلفاته عقائدية يمكن لجيمع طبقات المجتمع أن تستفيد منها، وتتأثر بها، خلافاً للمؤلفات التي توضع للمتخصصين، كما فعل ذلك في مجالات أخرى.
وكان من نتاج هذه التصورات أن كتب شروحاً على القرآن الكريم، ونهج البلاغة، والصحيفة السجادية، وغير ذلك، وكلها تهدف إلى تقريب القرآن، ونهج البلاغة إلى أذهان المسلم العادي دون أن يدخله في تعقيدات العبادة، أو استقصاء المطالب التي يحتاج إلى إدراكها إلى مقدمات لا تتيسر لكل أحد. من هنا جاءت فكرة شرح شنهج البلاغة. فقد أسماه "توضيح نهج البلاغة" طبقاً لنظرية في التربية الاجتماعية والتنشئة الذاتية.
ويعد كتاب توضيح نهج البلاغة من المؤلفات المتقدمة للإمام الراحل. وقد كتبه في منتصف الثمانينات الهجرية 1385هـ/1965م عندما كان مقيماً بمدينة كربلاء المقدسة وطبع أول مرة في الثمانينات الميلادية بطهران، وهذه الطبعة التي بين أيدينا هي آخر الطبعات التي جاءت على هذا الكتاب، وفيها اعتناء واضح بمضمون مادة الكتاب، ويتجلى هذا الاعتناء بـ: أولاً: وضع كاشف موضوعي شامل لجميع مفردات الكتاب على صفحات الشرح ليسهل على القارئ تناول مطالب الكتاب بيسر. ثانياً: مراعاة حذف المكررات والضبط باتقان. ثالثاً: تجميع مادة الكتاب ضمن أربعة مجلدين مخرجين تخريجاً فنياً مميزاً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد