-
/ عربي / USD
(.. كما أن بدن الإنسان لا يقوم إلا بالوقود، من أكل وشرب وهواء وضوء.. كذلك روح الإنسان لا تقوم، إلا بعلم وعدل، ومروءة وفضيلة..)
فطرة (الروح والبدن) من الكتاب
نقرأ في محور (الفضيلة والرذيلة) هذه التمهيدات:
لكل شيء كمية محدودة من الصلاحية، إن تجاوزها كان وبالاً عليه..
يحتاج الشخص إلى قدر من الشجاعة لمواجهة مصاعب الدهر ومتاعبه وتأمين حياته قبال الكوارث، فإن زادت الشجاعة عن القدر المعين كان ذلك (تهوراً) يوجب اقتحام المهالك - بلا جدوى - وإن نقصت عن القدر المعين كان (جبناً) يوجب الفرار عن المشاكل وفيه من المهالك والذلة والهلاك - أحياناً - ما هو معلوم.
إن المتهور يلقي بنفسه في الهلكة، والجبان يجبن عن فأرة وهرة.
إذاً فالفضيلة هي القدر المعين من الشجاعة.
وهكذا قل: بالنسبة إلى الجود، والغيرة، والحب.. وأضرابها.
ومن هذا نستنتج أن الفضيلة هي الحد الوسط بين الزيادة والنقصان وهذان هما الرذيلة. وربما يكون قول نبي الأخلاق (صلى الله عليه وآله وسلم) : (خير الأمور أوسطها)[1] إشارة الى هذا.
ونقرأ في محور (الرذيلة تحجب..) هذه الاختيارات:
المترف الذي لا يزال يدور في ترفه، محروم عن لذة السيطرة على النفس. والجبان الذي يجبن حتى عن خياله محروم عما للشجاعة من فضيلة وثناء.. والبخيل الذي لا يعطي لفقير درهماً محروم من آثار الجود وفوائد السخاء.
وهكذا كل في كل رذيلة.. أنها تحجب عن الفضائل فتكون النفس بها كالغرفة المظلمة التي حرمت من أشعة الضياء..
وكذلك نقرأ في محور (العلم والجهل) هذه النصوص:
قد يتعلم الإنسان العلم لكن علمه يصبح وبالاً عليه لتجاوزه حدود العقل والعرف.. وهذا هلاك للروح والجسد والدنيا والآخرة.
وقد لا يتعلم شيئاً فيكن جاهلاً.. كأخيه في المصيبة!.. وينقل عن عيسى المسيح (عليه السلام) أنه قال: (إني لا أعجز عن معالجة الأكمه والأبرص، وأعجز عن معالجة الأحمق)..
أليس بالعلم تقدم الدنيا وتعمر الآخرة؟ إذاً فمستوى العلم رفيع جداً جداً..
ثم نقرأ في محور (الدنيا) هذا النص الشهير:
عرّف أمير المؤمنين (عليه السلام) الدنيا في كلمة وجيزة، فقال: (الدنيا تغرّ، وتضرّ، وتمرّ، فيها لها من عبارة ليس فوقها تعريف!)
ومما نقرأ في محور (الزهد) هذا المعنى الفلسفي:
جاء أحد الزهاد إلى سلطان مترف وهو في بذخه.. وإمرته فالتفت إليه السلطان قائلاً: أنت زاهد؟ قال الزاهد: وأنت أزهد مني! قال الملك: وكيف؟ قال الزاهد: لأني زهدت في الدنيا الفانية، وأنت زهدت في الآخرة الباقية!
أما ما نقرأ في محور (العدل) فهذا النص المختصر: ... معناه: أحلى من كل حلو، وأعذب من كل عذب، يجري على كل اللسان، كما يجري الماء الرقراق في النهر.. ولا شيء مثله في صعوبة التطبيق وشدة مشقة الملازمة في جميع جوانب الحياة...
1- الكافي نج6، ص541.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد