-
/ عربي / USD
القرآن العظيم مصدر الفكر الخلّاق، ومنبع العلم الذي لا ينفذ، فلن ولم يستطع سوى المعصوم سبر غوره والإحاطة بكنهه والوقوف على حقائقه الربانية وبهذا تميزت مدرسة أهل بيت العصمة عليهم السلام في كون علمائها ومفكريها في ذات جادَّة المعصوم ملتزمين نهجه ومقتفين آثاره وسائرين وراءه على الصراط المستقيم والمنهاج القويم، على خلاف المدارس الأخرى المخالفة، حيث اتبعوا من لم يأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله بإتِّباعه فاختلفوا ففشلوا وذهبت ريحهم، فتراهم مختلفين في الفكر ومتضادين في العقيدة واستنباط الأحكام من حيث مصادرها المختلفة في المدارس المختلفة، إلا أن الجميع اتفق على ان القرآن الكريم المصدر الأول والأهم وان تشتتوا طرائق قددا في فهمه ومعرفة غوامضه والوقوف على لطائفه واسراره، وهو الباعث على التأمل فيه والتدبر.
التفكر في القرآن لسماحة السيد جعفر الحسيني الشيرازي من الكتب الباحثة في موضوع التدبر في القرآن وآياته العظيمة، ويقع الكتاب في عدة مجلدات شرع المصنف في تدوينها منذ عام 1425هـ، وبين يدينا الجزء الثاني من هذه المجموعة ابتدأه المؤلف من الآية (124) إلى الآية (196) من سورة البقرة بأسلوب موجز بعيد عن الأطناب والتوسع والاسترسال في البحوث.
وكذا يلحظ القارئ تأثر الكاتب بالمعاني اللغوية في تفكره واستخراج المعاني القرآنية وملاحظة ترابط الألفاظ, ومن ثم يبدأ ببحث المواضيع تحت عنوان (بحوث), في الوقت الذي يعنَّون فيه مجموعة الآيات التي يراد بحثها بانتقاء عنوان من مضمونها ومداليها, والأمر ذاته في الكتاب إلى آخره وقد ختمه بقوله بعد أن يذكر خلاصة الفصل الأخير الذي بحثه: «ثم ـ في الآيات اللاحقة ـ تنتقل السورة إلى بحث الجوانب العملية في حياة الإنسان ـ فإن الحضارة تبنى على أمرين: الفكر والعمل ـ وفي الجوانب العملية ذكر تفاصيل أهم الأحكام الشرعية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد