-
/ عربي / USD
لقد رسم يوسف كرم في هذا الكتاب الخطوط العامة لتطور الفكر الفلسفي في العصور الوسطة، ابتداءً من القرن الرابع الميلادي، مع القديس أوغسطين، إلى القرن الرابع عشر مع وليام أوكام، وهو آخر شخصية فلسفية بارزة في العصور الوسطى، ومعه تبلورت ملامح نشأة علمية شجعت على قيام البحث العلمي الدقيق على أساس التجريب، مما كان إيذاناً بانهيار الأنبةي المدرسية الشامخة التي أقامها مفكرو العصور الوسطى، على مدى مئات السنين، والذي كان من نتائجه أو هوت المذاهب التي كانت سائدة في الفلسفة المدرسية، وتخلصت الفلسفة من المناقشات العميقة، والمشكلات الزائفة، والتصورات الكلية، والماهيات المجردة، والعلل الوهمية التي كانت تعتد بها لتفسير الأشياء، ومن الإنهماك في تفسير مسائل غيبية ما ورائية، مثل الآخرة والملائكة والنجاة والخلاص... وكذلك تخلص العقل من نفوذ الكنيسة وآبائها، من سلطة اللاهوت والإيمان الديني الساذج، ليسير قدماً -وقد تحرر من قيود العبودية الفكرية- إلى إنشاء حركة علمية وفلسفية عقلية خالصة في عصر النهضة، مستفيداً من الإرث الفكري والفلسفي الهام الذي ساهم فيه جميع رجالات الفلسفة في العصر الوسيط.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد