-
/ عربي / USD
"لم تزل الثلوج تتساقط من جرف الهاوية وتصطدم بالصخور فتتبعثر. أجمد في مكاني بذهول. وفجأة تزداد وطأة الصمت القابع ثقلًا، فضقت ذرعًا به، ها هو يحطمني... ويسحقني، فأصيح بكل ما أوتيت من قوة: “عم. م. إس. حااق... عم. م. إس. حااق”.
ويجيبني الصدى، ومن السفوح الأخرى، تبدأ الثلوج في التدحرج، فأصيح ثانيةً وأنا مأخوذ بكتل الثلوج التي استقرّت في القاع. ولا أثر للعمّ ""إسحاق""! أشعر بالانهيار في أعماقي، وأعود أدراجي، وأتدحرج صوب السفح، وأجرّ جسدي إلى حافّة الهاوية المدفونة تحت أمتار من الثلوج تنتظرني! سيطر عليّ الارتباك وتهت عدوًا من هذا المكان إلى ذاك. أتشبث بالثلوج! أرنو في كل جانب. وكل ذلك بلا جدوى، فلا شيء يرى.
ها هي ثانية كرة الثلج تتدحرج إلى القاع وتصطدم حافّات الهاوية الحمراء والسوداء وتتبعثر وتنهمر كشلالات، ثمّ يعلو ضجيج وكأنّه زئير أو صخر يحطّ من علٍ في تدحرج متلاحق وكأنّه على إثري، فيجنّ جنوني:
“أين أنت يا عمّ ""إسحاق""؟ عم. م. إس. حاااااق، أين أنت؟ أين أنت؟
تتداخل الأصوات بالأصداء في تكرار وتكرار، ويعود الصدى إليّ وكأنّ الجبل يصيح بي:
- أين أنت؟ أين أنت؟
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد