-
/ عربي / USD
"إن من الأمور اللافتة في التعاطي مع الأديان مسعى العقل النقدي لتجاوز حدود الاستكشاف والتعرّف على ما تنطوي عليه المضامين الدينية من أحكام وقيم وأصو... ل ومرتكزات، إلى جعل الدين أو الوحي نفسه موضوعًا للمعالجة، ومقصودنا بجعل أمرٍ ما موضوعًا هو موضعة هذا الأمر، أي تحديده في ضمن معطيات الفهم البشري وآليات التحليل البشري التي لا يمكنها إلا التقيُّد بقيود الزمان والمكان والظروف والقابليات والحالات الخاصة، ما يجعل الدين أو الوحي مجرد موضوعة ثقافية محكومة لأصول الإنتاج الثقافي، وهو ما استدعى التعبير الخاص عن الوحي بكونه ""نصًا""، بحيث بات يحق للباحث في صياغات العقل المنهجي أو الأداتي أن يحاكم الوحي كما يحاكم أي وثيقة قانونية أو قواعد حكمية مرت في مسارات التاريخ القديم.
إلى أن نتج عن مثل هذه التفاعلات بين الأعمال التي طلع علينا بها العقل النقدي التنويري والحداثوي من جهة والدين الوحياني من جهة أخرى مناهج ورؤى ومن ثمّ فلسفات تأويلية لفهم النص وفهم فهم النص استدعت مقاربات تسعى لفحص الموضوع (الوحي – الدين) وفهم المنهج، بغض النظر عن ما هو هذا المنهج، منها التأويلية أو علم النص لتقدير المدى الذي يمكن فيه للمناهج المستندة إلى الوقائع والنصوص البشرية أن يتم تطبيقها على الكلام الإلهي والوحي وبالتالي على النص الديني.
وما المعالجات الواردة في هذا الكتاب إلا محاولة للمساهمة في هذا الجانب، بتقديم رؤية المؤلف التي أطلق عليها عنوان ""إلهيّات المعرفة""، وهي عبارة عن مقاربة منهجية للتعرف إلى الوحي في حركته مع الإنسان وتاريخه وقضاياه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد