-
/ عربي / USD
أقصت فلسفة الدين الحضارات عن منبر القول، وأعطت لنفسها حق الكلام عن الجميع، فهي نظرت إلى جانب من الإنسان وأقصت قصرًا جوانب أخرى، فجعلت فهم الإنسان ... مستحيلًا، لأنّها بترته ولم تأخذ بعين الاعتبار العميق والفاعل فيه، لذلك كان لا بد من تفعيل ما غُيِّب وموضعة الإنسان من جديد ورؤيته، فكانت "إلهيات المعرفة الدينية" كاقتراح حلّ يحمل في طياته تقويمًا له، من أجل الوصول إلى آخر فاعل وحاضر يستطيع أن يعبّر عن نفسه بكلياتها.
وهكذا، يصبح المقصد من طرح مشروع "إلهيات المعرفة"واضحًا؛ وهو قراءة القضايا التي تطرحها "فلسفة الدين" بعد إعادة النظر في أصل العلم، ليصبح أكثر قدرةً على فكّ رموز هذا الكائن من خلال تفعيل ما غُيب وأقصي عنه.
فنحن إذًا أمام "فلسفة دين"، ولكنّها دون المسلمات العقدية التي علقت بها، فلسفة تحاول أن تنتج ضمن أطر تنظر إلى الإنسان على حقيقته، ولذلك عمد المؤلف إلى شرح هذه الوجهة عبر إعادة رسم خارطة طبيعة الإنسان بل إعادة تعريفه وملء الفراغات التي تُرِكت أو هُجرَت أثناء تصنيمه، فـ"إلهيات المعرفة" بهذا المعنى: طرحٌ يستحضرُ الإنسان كمركز ومحور، بل ومعيار. لكنّ معيارية إنسانية المعرفة تنطلق من حيثية تمثل كل عمق كيانه، وهو الانتساب الإلهي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد