-
/ عربي / USD
يتمثّل التكريم الإلهيّ للبشر بوجهين: تكريم جسمانيّ بأن خلفهم في أحسن تقويم وجهّز لهم كلّ ما يلزمهم من أجل أن يسلكوا في هذه الحياة، وتكريم آخر بتيسير مَن يدلّهم على الطريق.
فالموجودات الممكنة متسربلة في الفقر جميعاً، والله سبحانه وتعالى هو الغنيّ بذاته، فإنّها فقيرة إليه دائماً، حتّى في أصل وجودها، وتستمدّ العون من منبع الفيض الأزليّ كلّ لحظة، فإذا انقطعت عنها رعايته ولطفه لحظة، فسينتهي وجودها.
يأتي هذا الكتاب ليعرض مبحثاً من مباحث أصول الدين الأساسيّة ألا وهو النبوّة، يحمل عنوان النبوّة وضروراتها، وهو عبارة عن ثماني جلسات قرآنيّة إستكمالاً للكاتبين: الإيمان ومستلزماته والتوحيد وآثاره، لم يتطرق الإمام الخامنئي فيه لمبحث النبوّة كما يدرّس عادة في مباحث العقيدة، بل تجاوز ذلك إلى ما هو بنظره أهمّ وهي فلسفة النبوّة بمعنى ضرورة وجود النبيّ في حياة الفرد والمجتمع.
كما إنّ من الحكمة الإلهيّة أن يكون الرسول من جنس المرسّل إليه، فالنبيّ واحد من الناس يأكل ويشرب معهم ويمشي في الأسواق، إلاّ أنه ولإستعدادات عميقة وفيّاضة في نفسه تحصل عنده حالة من النهوض والثورة الداخليّة تسمح له بشرف حمل الرسالة وتبليغها
وهذا التغيّر والتبدّل الحاصل يدعوه لكي يتحمّل ما يعانيه من أجل الحقّ من إضطهاد وظلم أحياناً القتل، وهو الذي يجعل الأنبياء لا يتوقّفون لحظة عن السعي، كلّهم في مسيرة واحد.
من أجل الهدف السامي وهو إيصال الإنسان إلى مقام الترقّي والتكامل الذي أعدّه الله تعالى له في بيئة ومحيط مناسبين، وهو المسمّى بالمجتمع الإلهيّ التوحيديّ الذي يشكّل لاحقاً القاعدة الأساس التي ينطلق منها الأفراد لبناء أمّة، ولا يخفى أنّ كلّ حركة حقّة يواجهها جماعات معارضة يألمون من إتّحاد البشر لأنّهم إن آمنوا بالرسل فسيخسروا مواقعهم وثرواتهم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد