-
/ عربي / USD
"إن الهجمة الشيطانيّة لأعداء الإسلام حين استهدفت إفساد الإنسان من خلال إسقاط منظومة القيم في وعيه وسلوكه، كان باب الأسرة الباب الأوسع للدخول منه و... تحقيق هذه المآرب. فعندما تتفكّك الأسرة وتنحلّ عُراها تنحلّ معها قيم عديدة، لأنّ الأسرة هي المورد الأوّل لاكتساب هذه القيم والمصداق الأوضح للتحلّي بها، فعندما ينضب هذا المورد، أو يغيب، تنضب الروافد ويفقد المجتمع قيمه وأخلاقه.
ومن جهة أخرى، تركّزت هذه الهجمة على توهين النماذج الحقيقيّة للأسرة الأكمل، فتمثّل ذلك بالاتهامات الباطلة التي طاولت أسرة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله). وتتابعت أنواع التوهينات حتّى أثّرت في أوساط المجتمع المسلم فبرزت مجموعة من الظواهر الاجتماعيّة الخطيرة.
ولعلّ من أهمّ أسباب هذه الظواهر غياب تفاصيل سلوكيّات المصداق اﻷكمل لعلاقات أسريّة نموذجيّة، أو على الأقلّ ندرة مقاربتها مقاربةً تنسجم مع واقعنا المعاصر. فنحن اليوم نعاني من جهل بتفاصيل العلاقة الزوجيّة للمعصومين (عليهم السلام)، وقد يكون السبب الأساس لذلك افتقار مكتبتنا اﻹسلاميّة للكتب واﻷبحاث التي تُعنى بالشأن اﻷسريّ لأهل البيت (عليهم السلام) بالتفصيل الموسّع، والتحليل العميق، والتوثيق الدقيق.
لذلك كان من الضروريّ المساهمة في مقاربة هذه الظواهر، خاصّة في أوساط مجتمعنا الملتزم الذي يرى في أهل البيت (عليهم السلام) القدوة الأكمل في جميع نواحي الحياة وخاصّة الأسريّة، وذلك من خلال البحث في أسرة الرسول الأعظم محمّد (صلّى الله عليه وآله) من خلال التركيز على جانب من جوانب شخصيّته؛ فكان الهدف من هذا البحث تسليط الضوء على الجانب اﻷكثر تأثيرًا في تشكيل هذه اﻷسرة النموذج والعماد اﻷساس في الاقتداء بها ألا وهو شخصيّة الرسول (صلّى الله عليه وآله) كزوج، من المصدر الأكثر قدسيّةً على اﻹطلاق، أعني به القرآن الكريم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد