يشكل كتاب "الإسلام في مواجهة التكفيريين" (قراءة في الإسلام السياسي والسلفية) محوراً أراد من خلاله مؤلفه الأستاذ "شفيق جرادي" أن يضع اليد على البٌعد الثقافي والقيم الحاكمة لما آلت إليه حركات إسلامية في عالم طغى فيه الإضطراب والقلق والإحباط الذي أصاب الأمة من جراء تدخل الغرب في شؤون العالم الإسلامي، وكان له بالغ الأثر على المضمون الحضاري والقيمي والأخلاقي لأمم وشعوب، ومنها الشعوب الإسلامية.
وفي الكتاب يسلط الكاتب الضوء حول إعادة السؤال حول الإسلام وصلاحية الحكم الذي بات يُطرح في هذه الأيام، الأمر الذي يستوجب – برأي الكاتب – من أصحاب الهمّ الرسالي إعادة تكوين قراءات جدّية نابعة من صميم النص والتجربة الإسلامية بما فيها المعاصرة؛ وهو ما يطرحه الكاتب خلال فصول هذا الكتاب الذي جعله مساهمة في قراءة معنى الإسلام السياسي، ثم البحث عن نشأة الحركة التكفيرية، والجذور العقائدية والفكرية لها، ونتائج ظاهرة العنف الإرهابي التي تجتاح العالم الإسلامي، ليصار بعد ذلك إلى فهم الفارق بين موقع القوة في الإسلام وتمييزه عن العنف والعنف الإرهابي بجميع أشكاله وأهدافه.