الهوية الثقافية للفرد والمجتمع من وجهة نظر الإمام الخامنئي هو المجال الذي يدور حوله كتاب "تحديد الأهداف الثقافية" الذي يركز في جانب منهن على قضية إعادة إنتاج المعارف الإسلامية، لكي يشعر المسلمون بهويتهم وبشخصيتهم الإسلامية الخاصة بهم. ولهذا الغرض يستكمل الكتاب ما كان الإمام الخامنئي قد أسس له بعد تعريفه الثقافة، فينتقل إلى معالجة الأهداف الثقافية، ويقدم لها بتحديد معناها والغاية منها والمتمثلة بالحياة الكريمة الطيبة، التي تتجاوز فكرة الحياة الدنيا إلى الأهداف المعنوية والمقاصد النهائية، وذلك انطلاقاً من النظرة الإسلامية الداعية لإعمار الدنيا من دون جعلها هدفاً نهائياً ...

في ضوء ما سبق يركز الكتاب على إظهار أساس السعادة في المجتمع الإسلامي والذي يتمثل بالإستقلال في الحياة والفكر واتخاذ القرار، والسير على نهج محدد وباتجاه هدف مشخص. فكل خير وبركة يناله بلد أو فرد يكون ناتج عن فكرة الإستقلال. ومن ثمّ ينتقل الكتاب إلى هدف آخر. هو تربية الإنسان الفاضل النبيل. وبناء الفرد والمجتمع على صعيدي الجسم والروح، ما يعني سعي الكتاب إلى رسم معالم الحياة الفاضلة للفرد والجماعة، والبحث عن دور الحكومة الإسلامية للوصول إلى هذا الهدف لكي يكون الإنسان بمستوى الرسالة الإسلامية العظيمة.