-
/ عربي / USD
شهدت المسيرة الفلسفية التي طواها الفكر البشري وضعيات إستثنائية على مستوى الإنتاج الفكري والكفاءة الفائقة التي تميّز بها روادها في صياغتهم للعلوم والمعارف على أسس مفهومية مبتكرة، وطرق وأساليب منهجية لم تكن منظورة في السياق الثقافي السائد آنذاك.
وتميزت تلك الإندفاعات الفكرية بالعمق والجدة والتوسع في المعارف والغزارة في الإنتاج بحيث صعب على اللاحقين إستيعاب تلك الجهود الزائدة وإعادة جمعها وتنظيمها معرفيّاً بما يسمح لها بالإنضواء في نسيج الفكر المتداول والمعمول به، فضلاً عن إستثمارها نظرياً في السياق الحضاري، هذا الأمر انعكس سلباً على مجمل المسيرة الفكرية للإنسانية.
وخلافاً لذلك، فقد تهيأ للنهضة الصدرائية الناشطة على يدي صدر المتألهين الشيرازي من بعيد رسم خارطتها البيانية في أدق تفاصيلها ويعمل على تنظيمها وبيانها وضخها في مفاصل الجسم الثقافي العام، وذلك من خلال التميز والإبداع الذي اتسم به الفيض الكاشاني؛ التلميذ الوفي للحكمة المتعالية، والذي عُرف بسعة إطلاعه على الثقافات السابقة وتعقبها، وتنوع قراءاته للثقافات الإسلامية على إختلاف مشاربها، وباعه الطويل في عرض المسائل وتشريحها بالتحقيق والتدقيق والتمحيص، وعمق التبادل الثقافي والفكري الذي اشتغل عليه وانعكس في مؤلفاته من فلسفة، وأخلاق، وعرفان، وفقه، وحديث، وتفسير.
مع تميزه بمعالجة موضوعاته بطريقة مبتكرة نظراً لما يتمتع به قلمه من قدرة بيانية فائقة على سبر أغوار البحث بعيداً عن الإسهاب والتقصير، مع غنى وتنوع في الإستدلال، ومباشرة الهدف بعيداً عن الجدل، وجامعية الطرح مع كمال الإختصار، كل ذلك بأبين لفظ وأمتن معنى.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد