-
/ عربي / USD
ينبثق التجدد الكلامي، في الأساس، من السياق التطبيقي والموضوعي الذي يحكم المسار التاريخي لعلم الكلام، هذا التجدد الذي لا يخرج عن كونه صفة ملازمة للمباحث الكلامية - سواء منها التي تتوالد من موقع الفعل أحياناً أو من موقع الإنفعال أحياناً أخرى - وذلك طبقاً لما تقتضيه هويّة علم الكلام بصيغها الواسطية والمعرفية والدفاعية على حدِّ سواء.
فالمباحث الكلامية تولد متجددة بطبعها ومتناغمة مع العصر والبيئة في سياق المسار الكلامي الذي يطويه المتكلم المعاصر الخائض غمار الهم الفكري الإسلامي، بحيث يجد هذا الأخير نفسه منساقاً خلف المعاصرة والتجديد إذا ما أراد أن يكون ملتزماً بالفعل بالوظائف المحددة لعلم الكلام، والكامنة في الدفاع عن المعتقدات وإثبات المعارف الدينية، من دون أن يكون ثمة ضرورة، إبتداء، للتأسيس النظري والماهوي للتجدد الذي يطاول، يتبع تجدد المسائل، سائر الأضلاع المعرفية لعلم الكلام.
بحيث إنّ الإحجام عن هذا التجدد وتجاوزه من قبل المهتمين بالشأن الكلامي يعني بالضرورة الوقوف بالإهتمامات الكلامية عند جانبها التاريخي والتراثي، من دون التعدي إلى الأبعاد الكلامية الأخرى ذات الصلة بالظروف الراهنة والتحدّيات المعاصرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد