-
/ عربي / USD
… وهذه المنهجية الوسطية أرادها الإمام الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود أن تكون معلمًا في إرشاد المسلمين للتمييز بين الحق والباطل، فأفضل الأمكنة لملا... قاة الناس قبل سلوكهم اتجاهًا معينًا هو منتصف الطريق.
وهذا دليل على حرصه ومحبته لجميع المسلمين. وهو ينطلق بعمله هذا من خلال تكليفه الشرعي، الإسلامي والأخلاقي والإنساني، فانظر إلى ما قاله في هكذا الكتاب: "إن المسلمين أصيبوا بالمصيبة الكبرى، والفاجعة العظمى، والزلزال العظيم، باستشهاد سيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله (ص)، مع الثلّة الكريمة من آل البيت (ع)، وصحبهم الكرام، يوم العاشر من محرّم الحرام عام 61 للهجرة في كربلاء وقرب شط الفرات حيث قضوا عطاشى على أيدي أراذل الناس من الحزب الأموي، بتوجيه من يزيد بن معاوية وواليه على العراق عبيد الله بين زياد".
فقد اعتبر (رحمه الله) أن المُصاب في كربلاء ليس لفئة من المسلمين، بل لكل المسلمين، وأن المسلمين هم الذين أصيبوا بهذا المصاب الجلل، وهو بهذا القول نزع شبهة الفئوية من هذا المصاب، وجعله للمسليمن عامة.
كما أنه من خلال قوله السابق، أراد أن يشير للمسلمين من موقعه الوسطي هذا، إلى جهة الحق، وجهة الباطل. ولم يكن لديه حرج من تسمية الباطل باسمه وشخصه.
وختامًا، أتوجه بخالص الشكر والتقدير للباحث الإسلامي الشريف الدكتور يسري عبد الغني عبد الله، ولابن عمّي العزيز سماحة القاضي الدكتور العلّامة الشيخ يوسف محمد عمرو، على عملهما في تحقيق هذا الكتاب وإخراجه للناس بعد عقود من السنين، ليعيد بالذاكرة إلى العصر الذهبي للوحدة الإسلامية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وهي أيام الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الشريف، والعلّامة الكبير الشيخ محمد جواد مغنية، والعلّامة الأستاذ محمد تقي القمّي الأمين العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة، حيث كانت أجمل الأيام التي عرفها العالم الإسلام في القرن العشرين. فلهما مني فائق الاحترام والتقدير، والدعاء بالتسديد والتوفيق.
الدكتور أحمد محمد قيس
نائب رئيس منتدى الأصالة والمعاصرة الثقافي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد