-
/ عربي / USD
إن البناء ليس بالسيف وحده، كما أنه ليس بالعلم وحده، لكن في جوانب الحياة كلها، فالسيف، والقلم، والكتاب، والمنجل، والمبضع، وكل عمل، بل والدعاء أحياناً، جميع ذلك مجال للبناء وإقامة الصرح، فكل مُيسر لما خلق له، على هذا وإن لكل إنسان دورة في البناء، ولكل نصيبه في العطاء، وحسب عمله والصدق والإخلاص ينال الجزاء.
هذه السلسلة تولت بيان دور سبعين صحابياً في بناء دولة الإسلام الفتية، هؤلاء الصحابة الذين قامت على كواهلهم الدولة الإسلامية، فهم ارتضوا الله رباً، ومحمد نبياً، والإسلام ديناً، آمنوا إيماناً راسخاً لا تزعزعه الجبال الراسيات ولا تحركه العواصف الهائجات، لقد تركوا كل مظاهر الدنيا من جاه ومنصب، وباعوا أنفسهم في سبيل الله، وداسوا على كل الوشائج والأواصير التي كانت معروفة يومذاك سوى رابطة العقيدة، واستهانوا بكل ما في دنياهم من ظلم الطغاة وبطش الجبابرة أمام وعد الله ووعيده. لقد باعوا أنفسهم في سبيل الله فكانت لهم الحياة، وطلبوا الموت فكان لهم النصر، وكانوا من بناة الدولة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاشواً في ظلها سعداء، ونعموا في خيرها، وجنوا مما قدمته لهم من الحق والعدل والمساواة والأمن والطمأنينة والحرية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد