-
/ عربي / USD
هذا الكتاب محاولة للتوغل في التاريخ، والبحث عن السنن، تنقيباً عن الأصول الحضارية، وكشفاً عن الجذور الثقافية لمشكلاتنا، والسعي لاكتشاف عوامل خلق وصناعة الحاضر، وأدوات تشكيل الواقع المعيش.. فـ "جنوبي السودان" ميداناً ونموذجاً تطبيقياً، كأوضح مثال لإفرازات الفعل الغربي، في البلاد المستعمرة.. تشتد الحاجة لها من خلال ما نبصره اليوم من تداعيات وخلق جديد لمشكلات متجددة، على الإنسان العربي المسلم، في أكثر من بلد، باليد نفسها، والكيفية نفسها.. فهي ليست تأريخاً، بقدر ما هي محاولة استقراء حضاري للأصول التي تم في ضوئها خلق الماضي، وتجديد الأسباب المنشئة، حتى نستصحبها ونحن نبحث عن حل لا يُتراجع عنه.. فالعجز عن استدراك الأسباب يعني أن مشكلاتنا قابلة للامتداد.. ترتكز إلى "إطار فكري" ينهض على مفهومين أساس: "البعد الفكري" كأداة استكناه للنظر في الأصول الحضارية والجذور الثقافية؛ و"التفسير الحضاري" للمشكلات، في المنظور الغربي، كأداة للفهم والتفسير.
وتأتي في قسمين رئيسين، الأول محاولة لرصد "تجليات البعد الفكري في الفعل الحضاري الغربي" من خلال: الاستبصار والإحاطة؛ والوعي بخطورة خطوط التواصل وعوامل التأثير؛ والالتقاء والتلازم بين السياسي والديني.. والثاني رصد لمؤشرات "البعد الفكري في أدوات الفعل الحضاري الغربي" من خلال أهم مكونات الحضارة: الدين، الثقافة، اللغة، التاريخ؛ حيث تجسد "الفعل" في اتجاهين: "فعل اقتلاعي" يهدف إلى "الإخلاء" واقتلاع جذور الثقافة العربية الإسلامية السائدة، ووصمها بكل نقيصة، واعتبارها ثقافة دخيلة متسلطة؛ و"فعل استلحاقي" يهدف إلى "الإملاء" والاستحواذ على إنسان الجنوب والتوجه به صوب القيم الثقافية لحضارة الغرب، من خلال "الديني" الذي يعمل من داخل النفس الإنسانية، فهو الأقدر على إعادة تشكيل الإنسان وتطويعه لصالح "السياسي"، الذي يقوم بعملية التسهيل والتمهيد للفعل الديني.
وتستخدم مصطلح "خلق" بدلاً عن "صناعة" لدقة الأولى في التعبير عن حقيقة الفعل، ذلك أنه ينطوي على معنى عدم وجود عوامل صناعة "الإشكالية" أصلاً، فجيء بها، ومنها تمت عملية الخلق والصناعة والغرس، بينما قد ينطوي الثاني على المعنى النقيض.
وتبقى محاولة لفتح نافذة وتقديم نهج في النظر، لعله يسهم بتجريد "الإشكالية" من جغرافيتها، وتوليده من ثم في كل مواقع الصراع في العالم الإسلامي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد