-
/ عربي / USD
فإن المرء يتساءل عن أسباب إحجام الدول والأفراد عن الأخذ بشرع الله بل رده ورفضه ومحاربة من يتبنى ذلك حرباً شعواء لا هوادة فيها، وتسخير الإمكانات كلها لهذه الحرب من أموال وإعلام، وإذا كانت نفقات الأموال مخفية فإن وسائل الإعلام ظاهرة مكشوفة تعلن الحرب ليلاً ونهاراً على المسلمين الملتزمين بشرع الله، وتوجه لهم مختلف التهم، وفي الوقت نفسه يتعاون أصحاب القرارات على رسم المخططات لهذه الحرب، وعلى الاتفاقات السرية في محاولات لضرب أولئك المسلمين، ولا شك فإن هناك أحقاداً دفينة تشحنها باستمرار بعض الجهات، وهناك مصالح وأهواء، وهناك رغبات وشهوات، وهناك حسداً وعصبيات.
أعلنت الحرب صراحة على المسلمين من الجهات كافة ومن الجبهات عامة، ومع ضعفهم فقد صمدوا، وصبروا، واحتسبوا فصعب على الأعداء أن يروا هذا الصمود، رغم أنه أمر طبيعي فمن ذا الذي لا يدافع عن نفسه إذا اعتدي عليه، ومن ذا الذي لا يثور، ولا يغضب إذا أهين، ولا يثأر إذا اغتصب عرضه، أو انتهب ماله أو قتل أهله، أو اعتدي على حرماته. وكل هذا قد لحق بالمسلمين غير أن خصومهم يريدون منهم الاستسلام وإلا فهم إرهابيون ومتطرفون وهذا ما يجري على الساحة اليوم.
والغرض من هذا الكتيب توضيح الأسباب التي تجعل الوحوش البشرية يردون شرع الله، ويعتدون على المسلمين، ويشنون عليهم حرباً، ويرتكبون بحقهم أبشع الجرائم، ويطلبون منهم بعدها السكوت والاستسلام، وهذا لا يمكن أن تقبله أدنى المستويات البشرية. فالعنف لا يولد إلا عنفاً، والضبط لا يمكن إلا أن يؤدي إلى انفجار، والاعتداءات لا يعقبها إلا رد فعل.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد