هذا هو الجزء الأخير من موسوعة التاريخ الإسلامي وموضوعه الأقليات المسلمة ما دامت جزءاً من كياننا.
إنّ المسلم عضو أساسي في الأمّة الإسلامية أينما عاش سواء أكان ذلك في دار الإسلام أم بعيداً عنها، وله حقّ المسلم على إخوانه مهما نأت دياره أو بُعد موطنه، له حقّ الرّعاية وهو في مكانه، وحق المواطنة إن جاء إلى بلاد الإسلام.
وتشمل الرّعاية الإهتمام به، ومعرفة أوضاعه، والعناية بشؤونه، والمطالبة بإنصافه إن ظُلم، وإجبار حُكّامه على العدل معه، وإلزامهم عدم الجور، والإعتراف بماله من حقوق، وإعطاءه حريته في ممارسة شعائره ونشاطه، ومع ضعف الأمة الإسلامية ضعُفت هذه المفاهيم في نفوس أبنائها، بل وغدت باهتةً عند الذين نتوقّع ألاّ تضعُف عندهم لما يحملون من مسؤولية أو ما يتمتّعون به من معرفةٍ.
ولذلك قام المؤلف التعرف على هذه الأقليات ودراسة أوضاعها ومُشكلاتها وإمكانية مساعدتها للنهوض بها مما تُعاني والأخذ بيدها نحو الطريق السليم لتحسّ أن لها إخوةً ترتبط معهم برابط العقيدة وأنها جزء من الأُمّة المسلمة، ومن أجل هذا فالطريق الطبيعي أن يتعرّف المسلمون على هذه الأقليات لوضع يدهم على نقاط الضعف ومواضع التعب فلعلّ الدراسات تصف العلاج، وتضع الحلول لربط هذه الأقليات بأمّتها الإسلامية بشكلٍ صحيحٍ وتمثّل هذه الروابط.