-
/ عربي / USD
انتشر الإسلام في غربي إفريقية في الوقت الذي كان فيه المسلمون على درجة من الضعف حيث تجزأت دولتهم، وقلّ شأنهم، وطغى عليهم غيرهم، وسيطر على بلادهم عدوهم، وانحصرتم عرفة الناس على البقاع الصغيرة التي تقيم فيها جماعتهم، وقد تتجاوز قليلاً فتصل إلى المناطق المقدسة تصل إليهم أخبارها من الحجاج والزوار الذين ما انقطعت رحلاتهم إلى تلك البقاع أبداً.
أطلق المستعمرون على تلك الجهات من غربي إفريقية أسماء أجنبية حديثة لا تتصل بتاريخ المسلمين ولا بحاضرهم، أسماء تدل على أن عقائد أهلها لا تمت إلى الإسلام بصلة، ومن يسمع تلك الأسماء يظن أن أهلها لا يتصلون بهم بعقيدة. أخفى المستعمرون انتشار الإسلام في تلك الجهات، إذ كانوا يغطون نسباً ضئيلة للمسلمين لا تصل إلى معشار الحقيقة، وذلك لإبعاد المسلمين عن السلطة، وحتى لا تتفتح عيون إخوانهم في بقية بقاع الأرض فيقيمون معهم صلات.
وسيراليون من هذه المناطق التي لا نكاد نعرف عنها ولا عن أهلها شيئاً، فهي ما زالت حتى الآن مجهولة لا يعرف عنها سوى النذر اليسير من المعلومات، هذا الجهل التام بهذه المنطقة هو الذي دعا "محمود شاكر" إلى الحديث عنها في كتيبه هذا الذي جمع فيه لمحة موجزة عرّفت بـ: جغرافية هذه المنطقة، وبتاريخها، وبسكانها، ولغتهم المنتشرة بها، وبعقيدتهم، وبالسياسة الاستعمارية التي طبّقت على أرضها...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد