-
/ عربي / USD
إن دولة باكستان قد قامت لتجمع شتات المسلمين الموزّعين في الولايات الهندية خوفاً من تسلّط الهندوس عليهم وإذلال المستعمرين لهم، ومع أنها لم تُطبّق الشريعة الإسلامية التي يدين بها السكان إذ أنّ معظمهم من أتباعها، وأكثرهم من الراغبين في تنفيذ حكم الله، وقد قامت هي على هذا الأساس، ومع هذا فإن الأعداء يعملون منذ أن وجدت إلى الآن على تجزئتها، وتفتيتها، وحربها.
بقيت أمور معلقة بين الهند وباكستان بعد التقسيم، وظلّت مُقاطعات لم تدخل هذا التقسيم، وإذا كانت الهند قد حلّت مشكلة هذه المقاطعات بالقوة إلا أن مشكلة كشمير بقيت قائمةً، ووقعت حربان بين الدولتين من أجل هذه المشكلة، ولم تُجد قرارات وآراء الأمم المتحدة؛ واستطاعت الهند أن تُجزّئ باكستان إلى قسمين عام 1391هـ حيث نشأت بنغالديش دولةً جديدةً من الجناح الشرقي من باكستان، ولم تكتف الهند بذلك بل تعمل حتى الآن على زيادة التجزئة بإثارة العصبية في الولايات الأربع التي تتألف منا باكستان، وذلك لإضعاف الدولة، وإظهار بساطة الرابطة التي قامت عليها الدولة من الأساس وهي الرابطة الإسلامية.
وتقوم الإمبراطورية الروسية بالدور نفسه من الجهة الشمالية وخاصةً أنها أصبحت على تماسٍ مباشرٍ مع باكستان بعد أن أقامت دولةً شيوعيةً تابعةً لها في أفغانستان، ثم أدخلت جيوشها لحماية هذه الدولة من جهاد المسلمين الأفغان الذين تدعمهم باكستان؛ ولا يقلّ شأن الولايات المتحدة الأمريكية ومن يسير في فلكها في هذا الميدان عن سابقتيها، فباكستان اليوم تأخذ حظّاً وافراً في اللعبة الدولية، ولهذا أحببت توضيح بعض هذه الجوانب ليتعرّف القارئ المسلم عما يجري باكستان، ليأخذ العبرة، ويحذر الغفلة
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد