-
/ عربي / USD
ما من خليفة بعد الخلفاء الراشدين إلا ووجهت إليه سهام مسمومة بالحق وبالباطل، كثيرة أحياناً إن كان الخليفة ذا أثر. وتكسرت السهام أيام عمر بن عبد العزيز، وتوقفت سقاية السم لها إذ حاور الخوارج ودحض حجتهم فسكنوا، ورد المظالم فطالب النفوس، وعطف على المبعدين وأظهر حبه لهم اعترافاً لمكانتهم، وتقديراً لفضلهم فارتاح المجتمع وصفاً، وبذل جهده في خدمة الرعية والسهر على مصالح الأمة فقدر الناس له ذلك، وكانت خلافته الهادئة، الآمنة.
إن عمر بن عبد العزيز عاش مع الرعية فسوى بين أفرادها، وأعطى فأنصف، وحكم فعدل. خشي الظلم، وابتعد عن التمييز، وخاف دعوة المظلوم، وسعى بالرفق، وهاب الموقف يوم العرض الأعظم، ولطالما تصور ذلك فبكى وبكى حتى يغشى عليه، ولهذا عد من الصالحين المصلحين.
قال أحمد بن حنبل: يروي في الحديث أن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها، فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز، ونظرنا في المائة الثانية فنراه الشافعي.
وهذا الكتاب يقدم سيرة هذا الخليفة الصالح إلى الذين يريدون الإصلاح، والذين يحبون الخير، والذين يسعون لخدمة أ/تهم، وإلى الذين يعملون للتزود في سبيل الوصول إلى إعمال سكن دائم في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد