أن أحب شيء إلى النفس أن تتعرف على منطقة كانت حاضرة المناطق ثم غيّبتها الأيام ونسيها سكان الزمان، وتقاسمتها الدول فأغفل المؤرخون ذكرها وأهمل الباحثون دراستها. كانت مدنها العامرة نسباً لعلمائها الذين ملؤوا الدنيا علماً فعرفتهم أناحي المعمورة على حين زالت مدنهم وانمحت آثارها. ولعل أبرز منطقة ينطبق عليها هذا هي خراسان التي أخرجت أوائل المفسرين وأشهر علماء الحديث وأنبغ كتاب التاريخ وأهم العلماء في الفنون المختلفة ويكفي أن نعرف منهم الطبري والبخاري والنسائي والترمذي والبيهقي والمروزي والخوارزمي والفارابي والإيبوردي وابن سينا ليدرك القارئ أهمية هذه المنطقة وليعرف علو كعب أبنائها في العلم وأهمية تاريخها على المسلمين وعلى حضارتهم.
لهذا جاء الكتاب الذي نقلب صفحاته "خراسان" الذي قدم فيه المؤلف بحثاً قصيراً عن هذه المنطقة المهمة في تاريخ الإسلام ليتعرف أبناء الإسلام عليها وليعلموا ما حلّ ببعض أخوانهم فيها فيكون لهم درساً عسى أن ينفعهم للعلم ويدفعهم للعمل.