-
/ عربي / USD
إيران على الخليج العربي ذي المكانة الخاصة دولياً حيث تضمّ المناطق المشرفة عليه كمياتٍ هائلةً من النفط الذي يُعدّ اليوم عماد الحياة الإقتصادية إذ تتحرّك وسائل المواصلات كلها على بعض مشتقاته، وتدور آلات المعامل جميعها على بعض أصنافه، وتُضاء المدن مما يُقدّمه من طاقةٍ، وتعمل وسائل التكييف على الكهرباء التي تُولّد من المولدات التي تتخذ النفط مصدراً لحركتها، وتعدّ إيران إحدى هذه البلدان الكبرى المنتجة للنفط، وهذا ما يعطيها تلك الأهمية الكبرى.
ويقع الإقليم (إيران وأفغانستان) على تماس مناطق النفوذ الغربي والروسي لذا فإن كلا الإستعمارين يُعبر هذا الإقليم إهتماماً كبيراً، فالروس يرغبون بالوصول إلى المياه الحرّة أو الدافئة حسب إصطلاحهم للإنطلاق خارج الأجزاء المحجوزين فيها، والغرب يبذل جهده للحيلولة دون ذلك، ولذا فقد وقع الصراع بين النفوذين على أرض هذا الإقليم بل وبين أعوانهما من أهل البلاد أيضاً.
ومن هنا كان الإهتمام بهذه المنطقة وتسليط الأضواء عليها، وإذا كان النفوذ الغربي قد استطاع أن يُوطّد نفوذه في إيران حتى قيام الثورة الإسلامية، ولكنه لم يبذل جهده في منطقة أفغانستان كما بذله في إيران، ولعلّ ذلك يرجع إلى التفاهم بين سدنة النظامين على تقسيم مناطق النفوذ بينهما، فترك الغرب أفغانستان لتقع فريسةً بين براثن الروس، وليتضمن سكوت الروس عن تحركاته الصليبية الإستعمارية في كثيرٍ من مناطق العالم الأخرى وخاصةً في الأمصار الإستلامية حيث يكون التفاهم تاماً بين سدنة النظامين ما دام ضدّ الإسلام.
ومن هنا، كان إهتمام المؤلف بهذه المنطقة حيث سعى إلى تسليط الأضواء عليها لإعطاء صورةٍ صادقةٍ عن تاريخ هذا الإقليم، وكما يشجع أهله للسير في خطٍ سليمٍ، والقارئ لأخذ الدروس والعبر، والفكر الصحيح.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد