يمثل الكتاب الذي بين يدينا العدد الأول من سلسلة "معالم في التربية والدعوة" هذه السلسلة التي جاءت لتذكر بالسلف الصالح من هذه الأمة، ولتضع بين أيدي القراء نبذة عن حياتهم، وبعضاً من الأقوال التي تبين مكانتهم.. ثم تعرض نصائحهم وتوجيهاتهم.

والكتاب الذي بين يدينا من السلسلة يختص بالحديث عن مواعظ الإمام "الحسن البصري" حيث كانت مواعظه خلاصة تجربة اشترك فيها الإيمان والعمل، ولذلك جاءت صادقة معبرة، فهي وصفة طبيب حاذق مجرب، يصفها عن علم ودراية، ولذا جاءت نافعة مؤثرة.

ولقد شملت مواعظه وأقواله شتى ميادين الحياة، موجهة إلى الحق، باعثة على الخير مرغبة فيه، منفردة من الشر، نافذة إلى حقائق الأشياء، لأنها مرت عبر ميدان التطبيق في الحياة، ولم تكن مجرد كلام منمق صاغه الفكر بعيداً عن الواقع، فكان جميل الرواء فاقد الحياة.

وعلى الرغم من قيمة هذه المواعظ وسعة أثرها فإنها ظلت متناثرة في كتب الرقائق والأدب، فكان الوصول إليها يحتاج إلى الجهد والوقت. فرأى صالح أحمد الشامي" أن يقوم بجمع ما تيسر له منها في هذا الكتاب وذلك لتكون قريبة من المتناول، واضعاً لكل موعظة أو حكمة عنواناً يسيراً إلى بعض ما فيها تيسيراً على القارئ.