وصل الإسلام (بورندي) عن طريق العرب في شرقي إفريقية في وقت متأخر لا يزيد على أواخر القرن الثالث عشر الهجري، ولعل من السمات البارزة للعرب أنهم أمة تجارية، وفي الوقت الذي كانت فيه قوافلهم البرية تجتاز الصحارى وتتحمل المشاق في سبيل التجارة، كانت سفنهم تبحر إلى الجهات جميعها، وتمخر عباب البحار والمحيطات للحصول على الأرباح، ومن هذا كانت صلتهم قائمة بشرقي إفريقية وما جاورهم من سواحل منذ قرون خلت قبل الميلاد.
وقد أهّلتهم زعامتهم التجارية للسيطرة على سواحل إفريقية التي كانت الإغريق يطلقون عليها اسم "أزانيا"؛ هذا النفوذ التجاري جعل الإحتكاك واسعاً، وهذه السيطرة جعلت الصلة قوية بين جنوبي الجزيرة العربية وهذه المناطق.
يسلط هذا الكتاب الضوء على "بورندي" مبيناً موقعها في إفريقيا، وشارحاً أوضاع وأحوال المسلمين فيها، ليتعرف المسلم على الشعوب الإسلامية في إفريقيا.