-
/ عربي / USD
إن للإسلام نظرة جمالية عامة، ينبغي تفهمها، والبحث عنها، وكان القرآن الكريم هو المرجع الوحيد، لذلك كنت أقرأ بإمعان وروية وتؤدة أسجل من آياته كل ما له صلة بالجمال، فوجدتني أمام كتاب الله تعالى لا تنقضي عجائبه.
وتكررت عودتي إلى القرآن الكريم بهذا القصد... وإذا بي - ومن خلال الآيات التي تجمعت لدي - أمام ظاهرة جمالية صبغت المنهج الإسلامي بصبغتها، فكانت في مادة وفي الشكل، فهي ليست عملاً تزيينياً، وليست كذلك وصفاً إضافياً بل هي في طبيعة مادة المنهج وفي خواصها...
وتبين لي أن القرآن الكريم وحده يستقل بصياغة هذه الظاهرة وبيانها، أما السنّة فكان لها الدور الكبير في الموضوع التطبيقي لهذه الظاهرة وهو ما نستطيع تسميته بــ "التربية الجمالية".
وسأحاول تسجيل هذه الظاهرة، في هذا الكتاب، بعيداً عن النظريات... ذلك أن هذه الظاهرة سمة من سمات المنهج العظيم فما يصلح أن تستعار لها القوالب من هنا وهناك...
وطبقاً لهذا فقد جعلت هذه الدراسة في ثلاثة أجزاء: الأول: ويتناول بيان القواعد والكليات العامة التي تقوم عليها النظرة الجمالية في الإسلام، وسيكون تحت عنوان: الظاهرة الجمالية في الإسلام، الثاني: ويتناول الساحات الجمالية التي يبرز فيها الجمال من خلال الوقائع والأشياء، وهي المجال التطبيقي، وتشمل: الطبيعة والإنسان والفن وستكون تحت عنوان "ميادين الجمال"، الثالث: ويتناول أثر المنهج في بناء الحس الجمالي في النفس الإنسانية... وسيكون تحت عنوان: التربية الجمالية في المنهج الإسلامي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد