-
/ عربي / USD
«... وَذاكَ أَنَّنا بِتْنا نَعِيشُ فِي عالَمٍ مَصْنُوعٍ وَأَنَّنا قَلَّما صنَعْنا مِنْهُ شَيْئًا… وَأَنَّ المَعْرِفةَ بهَذا العالَمِ تَسارَعَ نُمُوُّها تَسارُعًا فاحِشًا وَأَنَّ نَصِيبَنا مِنْ هَذا النُمُوِّ زَهِيد. وَالذِينَ يَصْنَعُونَ هَذا العالَمَ وَما يَتَقَصّى أَشْياءَهُ وَبِناهُ مِنْ مَعارِفَ يَتَوَلوُنَ، بِلا مُزاحَمةٍ تُذْكَرُ، تَسْمِيةَ تِلْكَ الأشَياءِ وَعَناصِرِ هَذِهِ المَعارِف. يُسَمُونَها بِلُغاتِهِمْ فَتَتَلَقَّفُ عامِّيّاتُنا أَسْماءَ ما يَبْلُغُنا مِنْها بتِلْكَ اللُغاتِ وَتَحْمِلُنا عَلى الرَطْنِ بِها مُخْتارةً تَعْريبَ اللَفْظِ الأَجْنَبِيّ بِلا اكْتِراثٍ، فِي الأغْلَبِ، لأُصُولِ هَذا التَعْرِيبِ وَمُهْمِلةً ما قَدْ يُتِيحُهُ اعْتِمادُ الاشْتِقاقِ وما يَقْتَرِحُهُ اللُغَوِيُون. فَإنَّ العامِّيّاتِ تَهْضُمُ الحِجارةَ وَإنَّ سَطْوةَ الحَضارةِ الغالِبةِ لا يَعْسُرُ عَلَيْها أَنْ تَجْتاحَ سُلْطةَ لُغَوِيٍّ يَطْلُعُ بِفَتاوى قَلَّ أَنْ تَسْتَوْقِفَ أَحَدًا.»
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد