تطلق كلمة "البحرين" بالأصل على بقعة واسعة تشمل ولاية خاصة تضم المنطقة الواقعة بين البصرة وعمان وكل الأراضي التي تقع إلى الشرق إلى اليمامة والتي تشمل اليوم قطر والبحرين والكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وإن عدها بعضهم جزءاً من اليمامة حيث تبعث لها مدة من الزمن، ونسبها بعضهم الآخر إلى أراضي البصرة حيث جمعهما والٍ واحد في مرحلة من التاريخ، إلا أنها في الواقع منطقة وحدها، إذا كانت ولاية خاصة في أكثر مراحل التاريخ، ولها صفاتها الخاصة.
ولعل اسم البحرين مشتق من البحيرة التي على أبواب هجروا الخليج العربي الذي كان يعرف باسم بحر الهند أو البحر الأخضر. أما كلمة البحرين الحديثة التي أصبحت تطلق على إمارة صغيرة لا تزيد مساحتها على 522 كيلومتراً مربعاً، فهو اسم حديث أطلق على مجموعة من الجزر الصغيرة والتي تحمل أكبرها الاسم نفسه وهو البحرين على أنها جزء من كل، وكانت من قبل يطلق عليها اسم جزيرة "أدال"، حتى إذا حكمها الصفويون أثناء قيام دولتهم فصلت عن المنطقة؟ وأضحت إمارة خاصة، وأخذت اسم المنطقة كلها، ولعله كان في ذلك أمر سياسي، إذ كانت السلطة الحاكمة راغبة في امتداد نفوذها على المنطقة كلها، وأرادت بهذه التسمية أن تمتد سيطرتها حتى تشمل الولاية كلها. ومع مجيء الاستعمار إلى هذه المنطقة حرص على إبقاء هذه التقسيمات الصغيرة التي قامت في المنطقة وقت الضعف الذي أصاب العالم الإسلامي، كما عمل على إبقاء الخلاف قائماً بين الأسر التي تحكم هذه الإمارات الصغيرة، والتي من الصعب أن تقوم فيها حكومات قوية تستطيع أن تقف في وجه الاستعمار، وتحول دون أخذ خيراتها إلى بلاده، وتمنع من أن تكون بلادها سوقاً لبضائعه وصناعاته.
وتأتي هذه الدراسة ضمن سلسلة في دراسة أجزاء المملكة العربية السعودية جزءاً بعد آخر، وكان من المقرر أن يكون هذا الكتيب خاصاً بالمنطقة الشرقية أو الاحساء، إلا أنه من غير المعروف في الإسلام هذه الأجزاء الصغيرة، وإنما أمصاراً واسعة وأقاليم شاسعة، لذا فإن دراسة هذا الكتاب هي للمنطقة كلها والتي كانت ولاية خاصة، وان تم وضع عنوان لكل إمارة وحدها، حيث يجري الحديث عنها باختصار، إذ أن هذه السلسة في الأصل ليست سوى تعريف موجز بكل وحدة إدارية أو دولة قائمة، وليست دراسة مفصلة لتلك الوحدات.