تعد أوغندة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للعرب، فهي قبل كل شيء المصدر الأساسي لنهر النيل، فمنها تتدفق مياهه، وأرضها تحافظ على توازنه وإستمرار جريانه، ويُعدّ النيل عصب الحياة في كل من مصر والسودان إذ لولاه لامتدت الصحراء على كل حوضه، ولساد الجدب والقحط كل أرضه.
ومن يحكم أحد البلدين لا بدّ له من أن يتطلع إلى نبع هذا النهر، وإلى حكم تلك الأرض حيث تتعلق مشروعات الري بأصله ويكون تنظيم الصرف من أوله، وهي تقع ثانياً على حدود البلدان العربية، وهي من ناحية ثالثة مجال لإنتشار الإسلام حيث لا يزال ما يقرب من نصف سكانها يدينون بالوثنية ويعبدون قوى الطبيعة فهم بذلك مادة خام يمكن ضمّهم للإسلام بسهولة ويسر، ويلاقي المسلمون من يقف في وجههم ويخضعهم لظلمه إضافة إلى مقاومة المستعمرين وتعنّت المبشرين، فما أشد حاجة السكان هناك إلى المسلمين لمدهم بالفكرة وربطهم بالعقيدة وتأمين المساعدة لهم.
ومن هذه المنطلقات تأتي أهمية دراسة هذه المنطقة ومعرفة أوضاع سكانها ليتعرف المسلمون على إنتشار الإسلام في مختلف أنحاء العالم وخاصة في أفريقيا التي تعد القارة الوحيدة الذي يسيطر المسلمون على معظم مناطقها.