أبو بكر بن داود الحنبلي هو الشيخ الكبير، والولي الشهير، تقي الدين أبو الصفا، الصالحي القادري. كان معدوداً في الصالحين وهو على طريقة السنة، وله زاوية حسنة بسفح قاسيون فوق جامع الحنابلة، وله إلمام بالعلم. وله أيضاً تصانيف نافعة دالة على فقهه وعلمه وبركته، منها هذا الجزء الذي بين أيدينا والمعنون "بأحاديث الضيافة" وهو تحتوي على أكثر من مئة حديث نبوي جاءت لتعليم المسلم آداب الضيافة، وأحكامها، وأحكام الأطعمة والأشربة ونحوها.

ولأهمية هذا الجزء اعتنى "أبي عبد الرحمن محمود" بتحقيق متن الجزء، وبالرجوع إلى نطاق عمله نجد أنه يتحلى بـ: أولاً: اعتنى بتخريج الآيات القرآنية بذكر مواضعها من المصحف الشريف، ثانياً: رقم أحاديث الجزء وخرجها تخريجاً علمياً فذكر مرتبة كل حديث بعد أن عزاه إلى المصادر التي أخرجته وأشار إلى من قواه أو ضعفه من الحفاظ وغيرهم من أساطين هذا الفن، ثالثاً: شرح الألفاظ الغريبة التي لم يتعرض لها المصنف بالشرح والبيان، رابعاً: وضع ترجمة موجزة للأعلام المغمورين، وفي مقدمتهم المصنف، خامساً علق على بعض المواضع بما يناسب المقام، متوخياً في ذلك الإيجاز، سادساً: وضع في آخر الكتاب فهارس علمية هامة تعنى بتبيان ما تم التطرق إليه من الجزء الحديثي.