جاء الإسلام إلى البشرية بمفاهيم جديدة تختلف عما ألفته المجتمعات الجاهلية السائدة في تلك الفترة، وربما كانت بعض المفاهيم السائدة يومذاك خيّرة اتفقت مع ما جاء به الإسلام فاستمرت في المجتمع الإسلامي على أنها من الإسلام لا أن الإسلام قد أقرها، فالإسلام كامل في هديه تام في منهجه. فالمفاهيم الجديدة إسلامية سواء اتفقت في بعض النقاط مع غيرها أم اختلفت. فتكريم الوالدين، والحفاظ على حرمة الجار وإكرامه، وإكرام الضيف وغيرها من مفاهيم لم يقرها الإسلام لأنها كانت سائدة في المجتمع الذي جاء فيه أو لأنها من مكارم الأخلاق وأكملها الإسلام.
في هذا الكتاب يختار محمود شاكر عدداً من المفاهيم الإسلامية عامة ومفاهيم حول الحكم الإسلامي خاصة ويشرحها بعد أن يسرد موجزاً عن التاريخ الإسلامي بدءاً من هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، مسلطاً الضوء على العهد الراشدي أو دولة الراشدين والعهد الأموي والعهد العباسي والعهد المملوكي والعهد العثماني مع استعراض كامل للمفاهيم التي رافقت كل عصر، والأحكام الشرعية المستنبطة من الأصول والقواعد الإسلامية الساسية وذلك بالإستناد إلى الكتب الإسلامية المعتبرة ومنها "حاشية إبن عابدين" الموسوعة الفقهية التي هي على مذهب أبي حنيفة النعمان، بعد ذلك ينتقل الكاتب إلى عرض "الدستور" الذي يمكن أن تعتمد عليه الدولة الإسلامية المرتقبة بناءً على هذه المفاهيم، وهو "إجتهاد منه" كما يقول: إذ من الضروري مناقشة هذا الموضوع وإضافة مرادٍ أو حذف بعضها، وتعديل أخرى بما يتناسب وكل عصر.