-
/ عربي / USD
يتناول هذا الكتاب مسألة التيسير لمكانتها في التعريف بهذا الدين الحنيف، وبيان جانب من خصائصه ومزاياه، فيضع الخطوط العريضة التي تبين حدود هذا الموضوع وخارطته.
فالإسلام هو الدين الذي رضيه الله تعالى لعباده، وأقامه لهم على قاعدة واسعة من التيسير، رحمة بهم، وتخفيفاً من المشاق عنهم. فه القائل سبحانه في كتابه: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) البقرة 185.
ففقه "التيسير" في هذا الدين أمر ضروري. وهو ضروري لطالب العلم قبل غيره من الناس. وقد أخذ هذا "التيسير" مكانه في أصول الشريعة وفروعها على حد سواء، الأمر الذي جعله سمة ثابتة من سمات هذا الدين، وهو ما عبَّر عنه الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلم بقوله: (إن هذا الدين يسر).
وهذا التيسير مبني على رعاية ضعف الإنسان، وكثرة أعبائه وتعدد مشاغله، وضغط الحياة ومتطلباتها عليه، والله رؤوف رحيم، لا يريد بعباده عنتاً ولا رهقاً، إنما يريد لهم الخير والسعادة.
إن هذا الدين لم يجئ لطبقة خاصة، أو لإقليم محدود، أو لعصر معين، بل جاء عاماً لكل الناس، في كل الأرض، وفي كل الأزمان والأجيال. وإن نظاماً يتسم بهذا التعميم وهذه السعة، لا بد أن يتجه إلى التيسير والتخفيف، ليسع كل الناس، وإن اختلف بهم المكان والزمان والحال.
ومع كل الوضوح الذي حملته تشريعات هذا الدين بشأن التيسير، فإن فريقاً من طلبة العلم المبتدئين لم يستوعبوا هذا الأمر، فأخذوا أنفسهم بالشدة فقهاً وعملاً، وحكموا على الناس من خلال مفهوم ضيق، فانطبق عليهم قوله صلَّى الله عليه وسلم: (لقد ضيقت واسعاً يا هذا) رواه أبو داود (380) بلفظ: (لقد تحجرت واسعاً).
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد